عبدالرحمن العويس: الزراعة العضوية.. تعامل مع الطبيعة بدلاً من التعامل ضدها


_________ __ ____

في لقاء أجرته «مزارع» مع صاحب أول مزرعة خضار عضوية في الدولة

عبدالرحمن العويس: الزراعة العضوية.. تعامل مع الطبيعة بدلاً من التعامل ضدها

تطوير مشاريع الزراعة العضوية ضرورة مُلحّة من شأنها تقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي

 

AI DHAID, UAE. November 24, 2014 - Photograph of dill crops at Modern Organic Farm in Al Dhaid, November 24, 2014. (Photos by: Sarah Dea/The National, Story by: Mitya Underwood, Weekend)

AI DHAID, UAE. November 24, 2014 - There are more than 500 date palms at Modern Organic Farm in Al Dhaid, November 24, 2014. (Photos by: Sarah Dea/The National, Story by: Mitya Underwood, Weekend)

AI DHAID, UAE. November 24, 2014 - Cucumbers growing on vines at Modern Organic Farm in Al Dhaid, November 24, 2014. (Photos by: Sarah Dea/The National, Story by: Mitya Underwood, Weekend)

AI DHAID, UAE. November 24, 2014 - Workers tend to green fields of crops at Modern Organic Farm in Al Dhaid, November 24, 2014. (Photos by: Sarah Dea/The National, Story by: Mitya Underwood, Weekend)

تحقق الزراعة العضوية في بعض دول العالم أرباحاً مرتفعة مقارنة بالزراعة التقليدية، جراء ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الكيماوية، مما يعني أنه من الأفضل دعم الزراعة العضوية، لأنها مجدية اقتصادياً، وفي حال تم الترويج لها بشكل جدي، سيصبح بالإمكان تحقيق عائد اقتصادي أعلى للمنتج الزراعي، وبالتالي الاقتصاد الوطني، لا سيما مع ارتفاع الطلب العالمي على المنتجات العضوية، لكونها أكثر صحية وجودة من حيث الطعم.

المزارع عبدالرحمن العويس مواطن إماراتي حوّل اهتمامه بالزراعة العضوية من هواية إلى مهنة، وأسس أول مزرعة خضار عضوية، سعى من خلالها إلى الترويج لهذا المنتج الصحي الخالي من المواد الكيماوية، والذي يحتوي على منتجات عضوية فيها العديد من الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى المواد المضادة للأكسدة، التي تساعد على محاربة السرطان.

العويس من خلال هذا المشروع يسعى إلى إنتاج خضار تحتوي على الأحماض الدهنية الضرورية للجسم، وإنتاج غذاء يسبب أقل ضرراً ممكناً للطبيعة والبيئة.

وللتعرف أكثر إلى قصة نجاح المواطن الإماراتي عبدالرحمن العويس في مجال إنتاج الخضار العضوية في دولة الإمارات العربية المتحدة كان لـ«مزارع» معه هذا اللقاء، وفيما يلي نص الحوار:

الزراعة العضوية .. تعامل مع الطبيعة بدلاً من التعامل ضدها

  • رغم أهمية العمل للجميع، إلا أن مواضيع الزراعة وتربية الحيوانات ظلت موضع اهتمام فئة محددة في المجتمع بشكل عام، فكيف بدأت اهتمامك بموضوع إنتاج الخضار العضوية في دولة الإمارات العربية المتحدة؟

بدأت قصتي مع الزراعة العضوية كهواية منذ أكثر من 30 عاماً، وإذا ما تكلمت عن المزرعة الحالية التي أمتلكها فقد أسستها عام 1995، وبدأت مشروع الإنتاج العضوي التجاري عام 2005، وهنا كانت نقطة التحول من الهواية إلى مهنة وتجارة.

  • ما هي الزراعة العضوية، وكيف يتم إنتاجها؟

بكلمات بسيطة يمكن اختصار تعريف الزراعة العضوية بأنها: «طريقة للتعامل مع الطبيعة بدلاً من التعامل ضدها». هذا التعامل مع الطبيعة يتطلب تدوير المواد الطبيعية لأجل المحافظة على خصوبة التربة، كما يتطلب تشجيع طرق طبيعية لمكافحة الآفات والأمراض النباتية، بدلاً من الاعتماد على الكيماويات. ولكن الزراعة العضوية هي أكثر من مجرد طريقة لإنتاج نباتات «من دون مبيدات وأسمدة كيماوية». إن المبادئ الأساسية للزراعة العضوية تتبع بشكل قريب جداً المبادئ الموجودة في البيئة الطبيعية. فالمزارع الذي يتبع الطريقة العضوية يمضي بطريق واعية بيئياً، بحيث إنه يدرك أن التوازن المقبول في البيئة الطبيعية يحفظ لكل الكائنات القدرة على التعايش السليم دون أن يطغى أحد على الآخر. ومن خلال الإنتاج العضوي للخضار نوفر أنواعاً مختلفة مثل الخيار، الجزر، الفلفل، الطماطم بمختلف أنواعها، الباذنجان وغيرها من أنواع الخضار.

إنتاج الخضار العضوية من المشاريع التي تتطلب عمل دراسات متخصصة، بهدف شرح عمليات الإنتاج بشكل كامل وميسر، وفهم ما يتلاءم مع متطلبات السوق في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهل قمتم بعمل أية دراسات قبل تنفيذ المش

في الحقيقة لم نقم بعمل دراسة دقيقة للمشروع، بل تم  الاعتماد على مراقبة حركة الطلب في السوق بشكل عام،  حيث كانت النتيجة أن الطلب يفوق العرض، وفي كل الأحوال وكوننا أول من بدأ بإنتاج الخضار العضوية في الدولة فلم يكن حينذاك أي عرض لمنتجات الخضار العضوية المحلية، وهنا تكمن المخاطرة، وبالنسبة لنا فقد بدأنا بعرض بكميات قليلة لقياس حجم الطلب في السوق. ومع مرور الوقت بدأ الإنتاج يزداد كل عام بالتزامن مع ازدياد الطلب على الخضار العضوية.

لا للمواد الكيماوية في الزراعة العضوية

  • ما هي المواد التي يتم استخدامها في إنتاج الخضار العضوية؟

بالنسبة للمبيدات العضوية، تم استخدام مسحوق الفلفل في مرحلة من المراحل، وحالياً نستخدم مسحوق الكبريت المصدق عضوياً وبعض المبيدات المصدقة عضوياً من قبل وزارة البيئة والتغير المناخي.

أما بالنسبة للمبيدات الحيوية فيتم استخدام مبيدات مصدقة عضوياً من قبل الوزارة أيضاً، إلى جانب استخدام أسمدة حيوانية أيضاً في عملية زراعة الخضار العضوية. والجدير بالذكر أنه عند التحول من الزراعة التقليدية إلى العضوية، فإنه من المهم جداً وقف استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية، كما أنه يمنع استخدام بذور كيماوية في عملية الزراعة.

  • لماذا اخترت الاهتمام بموضوع إنتاج الخضار العضوية وتطوير أفكار إبداعية خاصة بها؟

اهتمامي بالزراعة العضوية جاء انطلاقاً من إيماني وقناعتي بضرورة بتوفير أفضل جودة ممكنة من المواد الغذائية للمجتمع ووعياً بمخاطر المواد الكيماوية وما تحمله من تأثير صحي على الإنسان وعلى مستوى الصحة العامة في المجتمع.

  • هل يمكن أن تحدثنا عن فكرة المشروع، وكيف تطورت إلى أن وصلت لهذا الإنجاز؟

اهتمامي بمشروع زراعة الخضار العضوية تطور من هواية إلى مشروع تجاري قائم بحد ذاته. في البداية كان الإنتاج قليلاً ويقتصر على موزعين محدودين في مدينة الشارقة، والآن وبعد مرور 11 عاماً على بداية المشروع أصبح الإنتاج اليوم متوزعاً على مجموعة من المزارع التي نمتلكها، ويتم عرض المنتجات في مدينتي الشارقة ودبي من خلال أكثر من 10 نقاط توزيع ولله الحمد.

المجتمع المستفيد الأول

  • ما هي الفوائد التي يمكنك إبرازها لإقناع المعنيين والمستفيدين بأهمية هذا الإنجاز؟

في البداية أحب أن أشير إلى أن هذا المجال يعتمد على المصداقية بشكل أساسي، ونحن بشكل آخر نوجه رسالة للمجتمع بأهمية استخدام المنتجات الخالية من الكيماويات كونها أكثر أماناً للصحة العامة. فالزراعة العضوية نمط من الإنتاج الغذائي من نتائجه، منتجات عضوية تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى المواد المضادة للأكسدة، التي تساعد على محاربة السرطان، فضلاً عن الأحماض الدهنية الضرورية للجسم، والهدف الأساسي للزراعات العضوية، هو إنتاج غذاء يسبب أقل ضرر ممكن للطبيعة والبيئة، وبالتالي للإنسان باعتباره جزءاً من الطبيعة.

  • هل تتوقع أنه سيكون هناك عائد وفوائد إضافية لهذا الإنجاز؟ ومن هي الجهة ذات الاستفادة المباشرة؟

بالنسبة للعوائد فأنا أتوقع لها الزيادة باعتبار أن المشروع  بطبيعته قابل للتطور والانتشار، أما بالنسبة للجهات المستفيدة فالمجتمع هو المستفيد في المقام الأول من ناحية انتشار منتجات ذات جودة عالية. وفيما يخص الجانب الاقتصادي فالإنتاج المحلي من الخضار العضوية عامل مهم من شأنه تقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.

  • ما هي خططك المستقبلية، سواء في هذا المجال، أو في مجالات أخرى ذات علاقة؟

الخطط والطموحات كثيرة أذكر من أهمها زيادة الإنتاج من الخضار العضوية، تمديد فترة الإنتاج من الموسم، زيادة عدد المنتجات.

  • كيف يمكن لمجلة «مزارع» أن تتعاون في نشر هكذا أفكار ومشاريع مبدعة؟

يمكن للإعلام بشكل عام والمتمثل بالمجلة بشكل خاص، نشر فكرة الوعي بأهمية المنتجات الخالية من الكيماويات، إلى جانب  دور المجلة في نشر فوائد ونتائج الأفكار المبدعة وتعريف الفرد والمجتمع بأهميتها ونتائجها.

  • ما الرسالة التي توجهها لكل مواطن إماراتي طموح يسعى لتحقيق مشروعه الخاص؟

الرسالة التي أوجهها ومن منبر مجلة «مزارع» هي دراسة أي مشروع تجاري من كل ناحية قبل البدء فيه، ومن ثم البدء في المشروع قياساً على النتائج، والتركيز على الإخلاص في العمل، فعلى قدر الإخلاص يكون التوفيق.

  • كلمة أخيرة تودّ توجيهها لقراء ومتابعي مجلة «مزارع»؟

أوجه رسالة لجميع المهتمين في مجال الزراعة، وللمهتمين بمصادر إنتاج الغذاء بضرورة الاهتمام، والأخذ بعين الاعتبار نقاء المنتج والاهتمام بالجودة، سواء للمكونات أو للأطعمة الكاملة.