القايدي لـ«مزارع»: الزراعة العضوية نظام إنتاجي يعزز صحة النظام البيئي الزراعي ويحقق الأمن الغذائي


IMG-20160416-WA0015

IMG-20160416-WA0008

 

قال المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة»، مقولة يؤمن بها المواطن عبدالله القايدي -صاحب مزرعة خضار عضوية موثقة- ومنها انطلق ليؤسس مشروعه الخاص في مجال الزراعة العضوية.

وإيماناً منه بمسؤولية ودور هذا النوع من المشاريع في تحقيق الأمن الغذائي في الدولة، عمل القايدي على تأسيس مشروعه بعد إجراء العديد من الدراسات، بهدف التعرف إلى التأثير الصحي للزراعة العضوية في الإنسان والبيئة في الدولة.

وللتعرف أكثر إلى تجربة المواطن عبدالله القايدي في مجال الزراعة العضوية، كان لمجلة «مزارع» هذا اللقاء معه، وفيما يلي نص الحوار:

الزراعة العضوية.. تعزيز لصحة النظام البيئي الزراعي

قال عبدالله القايدي إن اهتمامه بالزراعة جاء نتيجة نشأته في عائلة اهتمت بهذا المجال، وتناقلته بين أجيالها بالوراثة، إلى جانب قيامه بالإطلاع على الكثير من الدراسات في هذا المجال، والتعرف إلى التأثير الإيجابي والصحي للزراعة العضوية في الإنسان والبيئة في دولة الإمارات.

وأوضح القايدي أن الزراعة العضوية هي نظام من أنظمة إدارة الإنتاج يعزز صحة النظام البيئي الزراعي، والتي تحفز وتحسن التنوع الحيوي ونشاطات إحياء التربة.

كما تساهم الزراعة العضوية في حماية البيئة، وتحسين جودة الهواء والماء واستصلاح التربة وخصوبتها، كل هذا من خلال الامتناع عن استعمال المواد الكيميائية الممنوعة والمواد الاصطناعية. إضافة إلى أن هذا النوع من الزراعة لا يستعمل المبيدات التقليدية والأسمدة التقليدية، كما يستلزم أقصى درجات الحرص في كل مراحل العناية بالمنتوجات، ومعالجتها ونقلها.

في السياق نفسه، أكد القايدي أنه وقبل إقدامه على تأسيس المشروع قام بعمل دراسات في هذا المجال للتعرف إلى مميزات الزراعة العضوية وأهميتها ودورها في تحقيق الأمن الغذائي في الدولة، كما حصلت مزرعته للخضار العضوية على دعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع، إضافة إلى تأسيسه شركة في إمارة دبي لتسويق المنتجات العضوية، وهي مدعومة من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

IMG-20160416-WA0009

مشروع إماراتي 100%

وحول المواد المستخدمة في الإنتاج العضوي أوضح القايدي أنه يتم استخدام بذور موثقة عضوياً، بالإضافة إلى السماد المخمر (الكمبوست)، الذي يتم تصنيعه من المخلفات الحيوانية والنباتية.

وللتأكيد فإن الزراعة العضوية تحتاج إلى عناية دائمة ومستمرة تعتمد على مبدأ الوقاية خير من العلاج.

وأكد القايدي أن مشروعه يتميز بأنه مشروع إماراتي 100% هدفه الرئيسي المساهمة في توفير المنتجات العضوية، سواء المحلية أو المستوردة من الخارج والموثقة عضوياً، حسب اللوائح العضوية المعتمدة على مستوى العالم.

كما حصل مشروعه في مجال الزراعة العضوية على شهادة المنتج العضوي من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، كما سيحصل المشروع قريباً على شهادة المنتج العضوي حسب اللائحة الأوروبية.

وعي متزايد بأهمية الزراعة العضوية

وللتعرف إلى أهمية الزراعة العضوية أشار القايدي إلى أن للزراعة العضوية العديد من الفوائد والميزات وأهمها يكمن في:

  • توفر العناصر الغذائية في المنتجات من التربة التي تكون معاملتها بطرق الزراعة العضوية ضمن المعايير.
  • المنتجات العضوية تحمل علامة مميزة بالمنتج العضوي.
  • المنتجات العضوية معروفة المصدر.
  • إضافة إلى دور الزراعة العضوية في المحافظة على البيئة، فهي تقلل من تلوث المياه بالمواد الكيماوية والمبيدات، كما تجعل من التربة وسطاً حياً تنمو فيه الحيوانات والكائنات المفيدة.

ونظراً للوعي المتزايد لدى السكان على مستوى العالم من الناحية الغذائية وأهمية الحصول على إنتاج زراعي صحي ونظيف، فإن الإقبال على المنتجات العضوية في زيادة مستمرة عاماً بعد عام.

كما أكد القايدي أهمية المشاركة في المعارض المحلية والدولية والفعاليات التي تقام على مستوى الدولة في هذا المجال، بهدف تعزيز ونشر التوعية بين أفراد المجتمع بأهمية المنتجات العضوية.

ورغم الكثير من التحديات إلا أن القايدي أكد استمراريتهم بالعمل في مجال الزراعة العضوية، انطلاقاً من الواجب والمسؤولية تجاه الدولة وتجاه المواطنين والمقيمين فيها، وأهمية المساهمة ولو بالقليل في تحقيق الأمن الغذائي في الدولة.

IMG-20160416-WA0006

«أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة»

وعن خططه المستقبلية أشار القايدي أنها تكمن في التوسع في الإنتاج الزراعي العضوي، والتوجه إلى الإنتاج الحيواني العضوي.

وفي نهاية اللقاء ختم المواطن عبدالله القايدي حديثه بمقولة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة».

مؤكداً أنهم على أتم الاستعداد لتقديم العون والمشورة لكل مواطن يرغب في الدخول لهذا المجال، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

كما دعا القايدي مجلة «مزارع» إلى أن تستمر في التوعية والتثقيف بهذا النوع من المشاريع، وإبراز قصص النجاح في هذا المجال ومدى مساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي في الدولة.