مزاين الغنم .. موروث شعبي يصون التقاليد الأصيلة ويشجع على المنافسة الشريفة


5670c0a50ce7b

– تعد مهرجانات المزاينة من الفعاليات التراثية، التي يتم تنظيمها في دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف ترسيخ ثقافة المهرجانات التراثية التي تعد وسيلة مهمة لتعليم الأجيال وصون التراث والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة التي تعتبر رصيداً حضارياً وإنسانياً للإمارات أمام العالم.

وتعتبر (مزاين الغنم – فئة النعيم) من الفعاليات الجديدة التي بدأ العمل على تنظيمها من قبل الشباب المواطنين ومن ثم تم إدراجها ضمن فعاليات مهرجان الظفرة, وذلك بهدف التشجيع على الاهتمام بالمواشي المحلية والحفاظ عليها بشكل سليم وصحي, حيث تمثل مزاينة الغنم أحد أشكال الموروث الشعبي في منطقة الخليج العربي بشكل عام.  كما يُعتبر هذا النوع من المهرجانات منصة لتعريف الجمهور والمربين على الجماليات والمميزات والمواصفات الموجودة في الحلال إلى جانب تطوير وتحفيز المربين على التنافس لشراء وإنتاج افضل السلالات للمزاين إضافة إلى استقطاب شريحة جديده لهذه الهواية بهدف ترسيخها والحفاظ على استمراريتها. الى جانب تميز هذا النوع من الفعاليات بأنه ذو طبيعة استثمارية.

منافسة وتحفيز

أكد محمد سالم المزروعي – رئيس مهرجان مزاين النعيم – أن مهرجان (مزاين الغنم – فئة النعيم )  هو مسابقة جمالية تركز على جمال وشكل النعيم الفاخر أو ما يسمى في بعض دول الخليج (بالسوريات), حيث يهدف هذا النوع من المهرجانات الى توعية ملاك الحلال بهذا النوع الفاخر من الحلال, وليس من الجانب الجمالي فقط بل ايضا الأخذ بعين الاعتبار الحجم الذي يتميز به هذا النوع من الحلال وانتاجه للحوم , حيث يصل وزن الخروف في عمر 4 شهور إلى قرابة 40 كيلو تقريباً. إضافة إلى ان هذا المهرجان يتيح للمشاركين  فرصة التنافس والفوز وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهود في حماية هذه الفئة من المواشي.

واشار المزروعي إلى أن مهرجان (مزاين الغنم – فئة النعيم) كان في البداية عبارة عن مبادرة فردية يتم تنظيمها من قبل بعض ملاك الحلال وبعد نجاحه وتحقيقه الأهداف المرجوة من انعقاده تم عرض الموضوع على المغفور بإذن الله تعالى سعادة محمد خلف المزروعي الذي رحب بهذا النوع من المهرجانات الامر الذي ساعد على دعم هذه الهواية وادراجها ضمن مهرجاني الظفرة و زايد , وهي من الفعاليات التي تسهم في عملية تعزيز الهوية الوطنية، وتثبيت مكانتها العربية والعالمية.

وحول شروط ومعايير المشاركة في هذا المهرجان أكد المزروعي ضرورة ان يكون الحلال تحت ملكية الشخص المشارك في جميع الأشواط الفردية كما يحق المشاركة برأس واحد فقط, ويتم استبعاد الحلال غير المصنف من قبل الحكام, أن يكون صوف الحلال المشارك لا يزيد عن فترة شهر من القص. كما يجب أن يكون الحلال خالياً من الأمراض والإعاقة. وتهدف هذه الشروط إلى تعريف الجميع وبخاصة المشاركين بكيفية الاعتناء بالغنم فئة النعيم تحديداً. كما أن المسابقة هذه تتيح لهم فرصة التنافس والفوز وتحفزهم على بذل المزيد من الجهود في حماية هذه الفئة من المواشي.

وعن مقاييس جمال الحلال المشارك أشار المزروعي الى عدد منها وفي مقدمتها الحجم والطول وكبر الرأس حيث يجب أن يحتوى الرأس على عدة مواصفات وفي مقدمتها طول الوجه وعرض الخد وإبراز المشرب , طول اللحى اضافة الى طول القوائم وطول الظهر والرقبة, وعرض الظهر.

وعن أهم التحديات التي يمكن أن تعيق تنظيم هذا النوع من المهرجانات أكد المزروعي أن هناك عائقا واحدا وهو تنظيم عملية دخول وخروج الحلال من الدولة للمشاركة في المهرجانات التي يتم تنظيمها في دول مجلس التعاون ونتمنى على الجهات المختصة دعمنا ومساندتنا في ايجاد حل لهذه الإشكالية.

موروث شعبي

من جانبه قال مصبح المهيري – رئيس لجنة تنظيم مزاين طيبة لنعيم الصنف  وأحد الحكام – إن مزاين الغنم تقام بهدف التشجيع على الإهتمام بالمواشي المحلية والحفاظ عليها بشكل سليم وصحي، و هو مهرجان يعرف الجمهور والمربين على الجماليات والمميزات والمواصفات الموجودة في الحلال كما يهدف إلى تحفيز المربين على التنافس لشراء وإنتاج افضل السلالات للمزاين وجلب شريحة جديده لهذه الهواية  .

وأضاف المهيري ، أن مزاينة الغنم تمثل أحد أشكال الموروث الشعبي في منطقة الخليج العربي، حيث أننا قمنا وبمبادرة من قبل بعض الشباب المواطنين بتنظيم مهرجان يسعى لتطوير سلالة الغنم النعيم, كما يوجد مهرجان رسمي ترعاه الدولة ويقام مع فعاليات مهرجان الظفرة وتمت إقامته في اخر سنتين .

كما أشار المهيري إلى أن هناك شروطا ومعايير تحددها كل لجنة مزاين  ويتم الإعلان عنها مسبقا وعلى الأغنام المشاركة أن تكون لائقة للعرض وتتمتع بمواصفات الجمال  المطلوبة.

وعن أهم التحديات التي تواجه الشباب في عملية تنظيم مثل هذا النوع من المهرجانات هو عملية اختيار التوقيت المناسب لتنظيم المهرجان بالشكل الذي يرضي جميع المتنافسين.