بعد فشل المبيدات الحشرية في علاج هذه الآفة المُدمرة المصائد «الفيرمونية» لمكافحة سوسة النخيل الحمراء


%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d8%b1%d9%82%d9%85-3-%d9%85%d9%83%d9%88%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%85%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9

إعداد: الدكتور/ أحمد حسين السعود

تعتبر شجرة نخيل التمر من أهم الأشجار المثمرة في منطقة الخليج العربي، ولهذه الشجرة أهمية خاصة عند شعوب هذه المنطقة، فقد كانت غذاء ودواء الأجداد، ومصدراً لصناعة المنازل والأدوات المختلفة والأثاث المنزلي، والقوارب الصغيرة… إلخ.

تتعرض أشجار نخيل التمر للإصابة بالعديد من الآفات الحشرية، التي تسبب لها أضراراً كمية ونوعية كبيرة في حال عدم مكافحتها، وسوسة النخيل الحمراء، من أهم وأخطر هذه الحشرات، نظراً لسلوكها في التغذية والتزاوج والتكاثر وما ينجم عنها من أضرار، ويحمي جسم الحشرة الكاملة طبقة “كيتينية” قاسية، توجد ضمن شرنقة قوية تصنعها اليرقة من الليف وبقايا الأنسجة التي تمضغها وتخلطها بلعابها الذي يعمل كمادة لاصقة، ويبين الشكل رقم (1) دورة حياة سوسة النخيل الحمراء.

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d8%b1%d9%82%d9%85-1-%d8%af%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%b3%d9%88%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ae%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%b1

لجأ العلماء إلى استخدام المبيدات الحشرية في مكافحة هذه الحشرة منذ اكتشافها، وقد فشلت هذه  الطريقة في الحد من أضرارها بالرغم من استخدام مختلف أنواع المبيدات، نظراً لما تتمتع به هذه الحشرة من صفات خاصة وسلوك مميز، فهي حشرة توجد على مدار السنة، وليس لها فترات بيات شتوي، وتبدأ اليرقات بالتغذية والحفر داخل الجذع بعد الفقس مباشرة، وهي شرهة جداً تحفر في داخل الجذع في مختلف الاتجاهات، الشكل رقم (2) وتتغذى بمحتوياته، وتفرغ جوفه، وتوجد كافة أطوارها داخل الجذع، فهي عدو خفي لا يمكن معرفة أماكن وجوده، ولا تظهر أية أعراض على الأشجار المصابة في كثير من الحالات، وهذا ما يجعل من الصعوبة بمكان اكتشاف الأشجار المصابة، في بدايتها، واختفاؤها عن الأنظار وحمايتها من تأثير الظروف البيئية المختلفة، وصعوبة وصول المبيدات والأعداء الحيوية إلى هذه الأماكن، كما تستطيع الحشرة الكاملة الطيران لمسافات كبيرة خلال اليوم، وتتحمل الظروف البيئية الصعبة، ويمكنها العيش لفترة طويلة دون غذاء، وبذلك تستطيع الانتشار بسرعة فائقة في أماكن واسعة وخلال فترات قصيرة، ويتم تسجيل وجودها في كل يوم في أماكن جديدة من العالم، وهذا ما دفع الخبراء العاملين في برامج المكافحة إلى التفكير في وسائل أخرى للوقوف في وجه هذه الحشرة المدمرة.

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d8%b1%d9%82%d9%85-2-%d8%ad%d9%81%d8%b1-%d9%8a%d8%b1%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%88%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ae%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%b1

المصائد الفيرمونية.. تعريفها وأهميتها:

درس العلماء سلوك سوسة النخيل الحمراء، ودورة حياتها وأماكن تكاثرها، وسخروا هذه المعطيات في وضع برامج لمكافحتها، وقد توصل العاملون في برامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، إلى قناعات راسخة بضرورة استخدام برامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، والتي تعتمد على المصائد الفيرمونية التجميعية كعنصر أساسي في أي منها، وقد أدت هذه البرامج نجاحاً ملموساً في أماكن تطبيقها بالشكل الصحيح.

 فما هي المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء؟

المصيدة الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، عبارة عن سطل بلاستيكي، له أربع فتحات على الجوانب، وأربع فتحات على الغطاء، طول  الواحدة منها 7 سم وعرضها  3 سم، السطح الخارجي خشن، بسبب وجود نتوءات صغيرة بطول 1-2 ملم، لتسهيل تسلق الحشرات ودخولها إلى داخل السطل من خلال الفتحات الموزعة على السطح الخارجي والغطاء، والسطح الداخلي أملس لمنع خروج الحشرات التي تسقط داخل المصيدة ويوجد في منتصف الغطاء ثقب صغير لتعليق سلك من الحديد لحمل الفيرمون التجميعي والكيرمون، ويضاف للمصيدة، كمية من التمر بمعدل 100 غرام لكل لتر ماء والفيرمون التجميعي لسوسة النخيل الحمراء، على أن تتناسب كمية الماء مع حجم السطل وكمية التمر المراد إضافتها للمصيدة. ويبين الشكل رقم (3) المصيدة الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء ومكوناتها، ويجب إضافة كافة هذه المكونات، للحصول على أفضل النتائج من استخدام هذه التقنية، فلكل عنصر من مكونات المصيدة الفيرمونية التجميعية وظيفة خاصة به، ويكتمل عمل هذه المكونات في حال إضافتها مع بعضها، وبالمقادير الصحيحة.

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d8%b1%d9%82%d9%85-3-%d9%85%d9%83%d9%88%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%85%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9

 

المصائد ودورها الحيوي في المكافحة المتكاملة لســـــوسة النخيل :

  تلعب المصائد الفيرمونية التجميعية دوراً حيوياً في برامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، في مختلف أماكن وجودها في العالم، في حال استخدامها بالشكل الصحيح، فهي حجر الزاوية في أي برنامج من برامج مكافحة الحشرة، وتعود هذه الأهمية إلى العديد من المزايا التي تتمتع بها ومنها:

1- مراقبة الحشرة وتحديد الأماكن التي دخلت إليها.

2- تجميع أعداد كبيرة من أفراد هذه الحشرة والقضاء عليها ومنعها من التكاثر ونشر الإصابة الشكل رقم (4).

3- تحديد مستويات الإصابة في أماكن وجود الحشرة من خلال معدلات الصيد في هذه الأماكن.

4- تحديد مواعيد النشاط الأعظمي للحشرة والاعتماد على هذه البيانات في تحديد فترات استخدام المبيدات الحشرية، وإجراء العمليات الزراعية وبخاصة «التكريب»، والذي تحدد مواعيد القيام به خلال الفترات التي يكون فيها نشاط الحشرة في حده الأدنى الشكل رقم (5).

5-  تحديد النسبة الجنسية للحشرة وتبدلاتها على مدار العام للاستفادة من هذه المعطيات في وضع استراتيجيات المكافحة.

6-  تحديد أماكن انتشار الإصابة للإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة للحد منها والقضاء عليها، بحسب درجات الإصابة، وشدتها، وأماكنها على الأشجار المصابة.

7-  إمكانية استخدام المصائد على مدار العام.

8- تستخدم في كافة الأماكن والبيئات (جبلية، وعرة، منخفضات… إلخ).

9- تساعد على تحديد كفاءة برامج المكافحة من خلال معدلات الصيد قبل وبعد استخدام المبيدات أو خلال فترات معينة من السنوات المختلفة، فتناقص معدلات الصيد يدل على نجاح هذا البرنامج أو ذاك وعلى العكس من ذلك فزيادتها تدل على فشل البرنامج.

10- هي الوسيلة الوحيدة لتحديد أفضل الفترات لتنفيذ العمليات الزراعية المختلفة واستخدام المبيدات.

11- ليس لها أية أضرار على البيئة أو الإنسان، وهي من الوسائل الصديقة للبيئة وتستخدم في كافة دول العالم، في برامج مكافحة الحشرات المختلفة.

12- رخيصة الثمن، سهلة الاستخدام، ولا يتعارض استخدامها مع وسائل المكافحة الأخرى.

 

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d8%b1%d9%82%d9%85-4-%d8%ac%d9%85%d8%b9-%d8%a3%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%af-%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%88%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ae

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-5-%d9%86%d8%b4%d8%a7%d8%b7-%d8%b3%d9%88%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ae%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%b7

كما يؤدي استخدام هذه التقنية في مختلف أماكن زراعة أشجار النخيل وعلى مدار السنة، إلى تجميع أعداد هائلة من الحشرة والقضاء عليها، ومنعها من التكاثر ونشر الإصابة، وقد تم تجميع أعداد كبيرة منها خلال إجراء بعض الأبحاث على هذه التقنية في بعض المزارع، الشكل رقم (6).

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-6-%d8%aa%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d8%a3%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%af-%d9%87%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%88%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ae%d9%8a

كما أثبتت المصائد ذات الألوان الداكنة (أسود، بني، أحمر) كفاءة عالية في جذب سوسة النخيل الحمراء، وتفوقت على المصائد ذات الألوان الفاتحة (أبيض أو أصفر)، والتي كانت تستخدم لهذا الغرض، الشكل رقم (7).

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d8%b1%d9%82%d9%85-7-%d8%aa%d8%a3%d8%ab%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%af-%d8%b3%d9%88%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84

 

صيانة المصائد:

تؤدي المصائد الفيرمونية التجميعية دورها بالشكل الأمثل في حال استخدامها بالشكل الصحيح وفي كافة أماكن زراعة أشجار النخيل، وعلى مدار السنة، وصيانتها المستمرة، وتنظيفها، الشكل رقم (8).

ونظراً لطبيعة هذه المصائد وظروف استخدامها ومكوناتها، فهي تتعرض للجفاف ونمو الأعفان عليها في حال عدم صيانتها أو تبديلها، لذا فقد أثبتت الوقائع بأن صيانة المصيدة الفيرمونية التجميعية هي من أهم العوامل التي تساعد على أداء دورها بالشكل المطلوب وفي حال القيام بالخطوات التالية:

  • استخدام المصائد ذات اللون الداكن (أسود، بني، أحمر).
  • تزويد المصيدة بمكوناتها الأساسية (فيرمون تجميعي، 400-450 غرام تمر علفي، كيرمون، 4-5 لترات ماء).
  • إضافة عبوات جديدة من الفيرمون كل شهر خلال الفترات الحارة من السنة وكل حوالي 45-30 يوماً خلال الفترات الباردة من السنة، وبحسب العبوات المستخدمة (الوزن).
  • إضافة عبوات جديدة من الكيرمون كل 2-2.5 شهر، وبحسب الحاجة.
  • تبديل المادة الغذائية والماء كلما دعت الحاجة ( 20- 30 يوماً).
  • إضافة الماء كلما نقصت كميته في المصيدة، وبخاصة خلال الفترات الحارة من السنة، والتي تتبخر خلالها كمية الماء من المصيدة خلال فترة وجيزة.
  • تحريك محتويات المصيدة بشكل دوري لمنع نمو الأعفان، وزيادة تحلل التمر.
  • تعليق عبوات الفيرمون والكيرمون بشكل صحيح.
  • وضع الكمية الكافية من الماء، وتجنب غمر عبوات الفيرمون والكيرمون في الماء.
  • تنظيف المصائد وصيانتها بشكل دائم.
  • استخدام المصائد في كافة أماكن زراعة النخيل وعلى مدار السنة.
  • أخذ النتائج بشكل دوري وتسجيل أعداد الحشرات الملتقطة للاستفادة منها في برامج مكافحة الحشرة.
  • وضع المصائد حول حقول النخيل في الأماكن التي لا توجد فيها سوسة النخيل الحمراء  (للتحري).
  • تعليق المصائد على ارتفاع حوالي 50 سم على جذوع أشجار النخيل التي تتجاوز أعمارها 20 عاماً، تحديداً في الأماكن المصابة (للصيد الكثيف والمكافحة).
  • تدريب العمال على طريقة استخدام المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء.

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-8-%d8%aa%d9%86%d8%b8%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%85%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d9%85