المزروعي: السماد العضوي المطوّر تركيبة فريدة تفوقت على الكيماوي


%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9

أجرت المقابلة: عبير البرغوثي

image1

أولت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في 2 ديسمبر 1971، وعلى امتداد العقود الأربعة الماضية، اهتماماً خاصاً بأوضاع المرأة ومتطلبات النهوض بها وتمكينها وزيادة مشاركتها في مختلف المجالات في المجتمع، انطلاقاً من قناعتها بأن المرأة متساوية مع الرجل في كافة الحقوق والواجبات، وشريك فاعل في عملية التنمية المستدامة للدولة. ومن هنا كانت المساهمة الفاعلة والمتميزة لمريم المزروعي صاحبة مشروع ابتكار التسميد العضوي المطوّر، والتي تسعى من خلال مشروعها المتفرد إلى نشر وتعزيز الوعي بأهمية الأسمدة العضوية والتقليل من الأسمدة الكيماوية، لما لها من تأثير ضار في الصحة، إلى جانب تشجيع الدولة بشكل عام على الزراعة العضوية.

وللتعرف أكثر إلى قصة نجاح المزروعي في هذا المجال، والوقوف على أهم عوائد هذا المشروع، وما يمكن أن يقدمه للقطاع الزراعي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، كان لمجلة «مزارع» هذا اللقاء مع مريم المزروعي، وفيما يلي نص الحوار:

السماد العضوي يتفوّق على الكيماوي

  • رغم أهمية العمل للجميع، إلا أن مواضيع الزراعة وتربية الحيوانات ظلت موضع اهتمام فئة محددة في المجتمع بشكل عام، فكيف بدأت اهتمامك بموضوع قضايا الزراعة والتربية الحيوانية في دولة الإمارات العربية المتحدة؟

زاد اهتمامي بالزراعة خلال الأعوام الثلاثة السابقة، حيث كنت أمارس الزراعة في حديقة المنزل مع والدتي، أطال الله عمرها، وهي المحبة للزراعة بطريقة عجيبة، حتى إنها رأت رؤيا تقول لها عندما تضعين البذرة قولي: (بسم الله زرعت وبسم الله أكلت) وما شاء الله لا تضع بذرة إلا تنبت بإذن الله، ومن هنا بدأت الأفكار تلاحقني باستمرار كيف لهذه المرأه البسيطة المحبة للزرع أن تمتلك كل هذا الإصرار، وأنا المتخصصة لا أضيف أمراً ينفع بلدي، ويضيف ما هو جديد ومنتج في القطاع الزراعي في الدولة.

 

  • لماذا اخترت الاهتمام بموضوع الأسمدة وتطوير أفكار إبداعية خاصة بها؟

جاء اختيار الأسمدة العضوية المطوّرة لعدة أمور، أهمها انتشار الوعي بأهمية الأسمدة العضوية، والتقليل من الأسمدة الكيماوية لما لها من تأثير ضار في الصحة، إلى جانب تشجيع الدولة بشكل عام على الزراعة العضوية.

 

  • هل يمكن أن تحدثينا عن فكرة المشروع، وكيف تطورت إلى أن وصلت لهذا الإنجاز؟

بدأت الفكرة عندما التقيت ببعض الأصدقاء المتخصصين في مجال الجيولوجيا والكيمياء، لمناقشة مشروع تنقية المياه لأحد المشاريع في الأردن، والتي تنتج عنها مياه ذات رواسب وروائح كريهة مضرة بالبيئة، أخذنا عينة من تلك الرواسب وقمنا بتحليلها، ولما تحويه من مواد عضوية فقد تم العمل على تجربتها على بعض النباتات، فتبين أنها سماد جيد للأشجار، وبسبب التكلفة الباهظة لعملية نقل هذه المواد إلى الإمارات، كان لا بد من العمل على إيجاد بديل في الإمارات، ومن هنا بدأت البحث من خلال العودة إلى كتاب الله الكريم، وتفسير بعض الآيات وربطها بالزراعة، وتم التوصل بتوفيق من الله، إلى البديل العجيب الذي أسعى حالياً لإضافته كبراءة اختراع جديد للدولة.

 

دعم ومساندة من جهات الاختصاص

  • ما هي الفوائد التي يمكنك إبرازها لإقناع المعنيين والمستفيدين بأهمية هذا الإنجاز؟

في الواقع تم العمل على تطوير السماد العضوي المطوّر، بحيث يمتلك مواصفات تميزه عن الأسمدة الأخرى بتركيبته الفريدة، والتي قد تسبق الأسمدة الأخرى في التطوير لعدة سنوات من البحث العلمي، فالسماد يمتلك الخواص التالية:

  • آمن على التربة والنبات والإنسان.
  • يعطي نتيجة سريعة في نمو المجموع الخضري.
  • يقلل من نسبة الري إلى 60-70%.
  • يضاعف المحصول ويزيد الحجم، ويجعله صحياً طيب المذاق.
  • يعطي مجموعاً جذرياً وخضرياً صحياً للأوراق.
  • يحتوي على مادة حافظة طبيعية.
  • يمنح النبات القدرة على مقاومة درجات الحرارة والبرودة.
  • يجعل النبات يقاوم الآفات الزراعية، ويقلل من الحاجة للمبيدات.
  • خال من الروائح الكريهة.
  • يصلح لاستخدامه كمحلول في الزراعة المائية.
  • يطيل عمر الزهور المقطوفة إلى 3-4 أسابيع.

 

  • كيف كان تعاونك مع الجهات ذات العلاقة بهذا المجال؟ وكيف تقبلوا أفكارك؟

تم التواصل مع عدد كبير من الجهات ذات الاختصاص من المزارع  والمشاتل ووزارة التغير المناخي والبيئة في الدولة، وتم تزويدهم ببعض العينات لتجربتها ومشاهدة النتائج بشكل شخصي على جميع أنواع الأشجار، والاطلاع على فحص المختبر المعتمد من وزارة التغير المناخي والبيئة،  مما جعلهم يطلبون كميات كبيرة، والبعض يرغب ليكون مورّداً وآخر مصدّراً لخارج الدولة.

 

  • هل تتوقعين أنه سيكون هناك عائد وفوائد إضافية لهذا الإنجاز؟ ومن هي الجهة ذات الاستفادة المباشرة؟

بالطبع سيكون لهذا السماد تأثير إيجابي في تربة الإمارات، إن شاء الله، وإقامة مصنع لهذا السماد سيكون له دور كبير على المستوى الاقتصادي بشكل عام، وعلى مستوى القطاع الزراعي بشكل خاص، حيث سيسهم في دعم الاقتصاد الوطني، ودعم الزراعة العضوية، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة الرقعة الزراعية ومحاربة التصحر، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، العمل مع مصانع السماد الأخرى وخلق توازن تجاري، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية بتقليل مياه الري وحماية التربة والمحاصيل، واستنبات أصناف جديدة وزراعة الغابات.

 

رسالة وخطط مستقبلية

  • كيف يمكن لمجلة «مزارع» أن تتعاون في نشر هكذا أفكار ومشاريع مبدعة؟

لا بد أن تلعب المجلة دوراً كبيراً في إبراز المبدعين في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، من خلال زيارة الجامعات في الدولة ومقابلة الطلبة المبدعين في هذه المجالات، أو حتى من خلال قنوات التواصل الاجتماعي للوصول إليهم.

 

  • ما هي خططك المستقبلية، سواء في هذا المجال، أو في مجالات أخرى ذات علاقة؟

هناك مشروع تحويل رمال الصحراء إلى رمال خصبة للزراعة بعدم الحاجة للري، والاستفادة من رطوبة الجو العالية في الإمارات، إضافة الى مشروع آخر خاص بإنتاج الأعلاف.

  • ما الرسالة التي توجهينها للمرأة الإماراتية الطموحة بعد تحقيقك هذا المشروع؟

حازت المرأة الإماراتية فرصاً كبيرة في التعليم واكتساب المهارات في كافة المجالات، مما جعلها تصل إلى المناصب العليا، وليس بالصعب على ابنة الإمارات أن تبدع في المجال العلمي، فالإمارات لم تدخر متسعاً إلا وفرته لمواطنيها للدخول إلى سوق العمل، من خلال دعم المشاريع في جميع الإمارات، ومن خلال هيئات الابتكار والإبداع، ومطلوب منا المساهمة في دعم وتطوير كل ما من شأنه الارتقاء بمكانة الدولة، ومساندة القيادة الرشيدة للوصول إلى حضارة يتكلم عنها التاريخ.

  • كلمة أخيرة تودين توجيهها لقراء ومتابعي مجلة «مزارع»؟

أدعو من خلال منبر مجلتكم الموقرة التي وهبتني شرف الظهور على صفحاتها، كل من لديه الموهبة والإبداع لأن يشارك تخصصه مع الجهات ذات الاختصاص، لتعم الفائدة بهدف رفع مستوى الوعي لدى الجميع، من خلال مشاركة التجارب وتبادل الخبرات.