جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية :الشعيرالمستنبت هل هو الحل لمواجهة مشاكل التغذية في المناطق الجافة؟


5132484_orig

تقنية استخدام الشعير المستنبت في تغذية الحيوانات.. هل هي الحل لمواجهة مشاكل التغذية في المناطق الجافة؟

جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية

أبو ظبي 

3

 

تقوم فكرة استنبات أو استزراع الشعير على توفير الظروف البيئية لبذور الشعير، وذلك بنقعها بالماء ودون تربة وتوفير الرطوبة ودرجة الحرارة المناسبتين، وتكون الفترة من ستة إلى ثمانية أيام، بحيث يكون المنتج الجديد جاهزاً للتقديم للحيوانات من أجل تغذيتها عليه، ما يؤدي إلى ارتفاع الإنتاج، حيث إن كل واحد كغم من الحبوب ينتج من ستة إلى عشرة كغم من العلف الأخضر وفي جميع أوقات السنة بغض النظر عن الظروف الجوية، لأنه يُستنبت داخل غرف خاصة لا تتأثر بالظروف الجوية، وبذلك تعتبر طريقة جاذبة، لأن البعض سوّق لها على أنها حل لمشاكل التغذية في المناطق الجافة.

وفي هذا المقال سنتطرق إلى هذه التقنية، وماذا يحدث للبذور، وهل تعد ذات جدوى اقتصادية وتغذوية لاستخدامها في تغذية الحيوانات، وهل هي الحل؟

بدايات طرق الاستنبات:

بدأت طرق الاستنبات في دول آسيا بهدف توفير الغذاء للإنسان، وفي بدايات القرن التاسع عشر وفي بدايات القرن العشرين قام الباحثون في أوروبا بعدد من الأبحاث والدراسات على الاستنبات ووضع أدلة لبيان استخدام طرق الاستزراع، وتركزت على الاستزراع لتغذية الإنسان، ومن ثم لتغذية الحيوانات خلال الشتاء، وفي منتصف القرن العشرين انتقلت إلى أمريكا وخلال سبعينيات القرن الماضي انتشرت في أوروبا وأمريكا، وبعدها انتشرت في معظم دول العالم، وتم الترويج لها على أنها الحل لتوفير غذاء الحيوانات.

طريقة الاستنبات:

يتم نقع البذور في الماء لمدة 24 ساعة بحيث تمتص كمية كبيرة من المياه، وذلك بهدف تسهيل استفادة النبات من مكونات البذور للنمو. (الشكل 1)

1

توضع البذور في صوانٍ خاصة في غرف الاستنبات لمدة 6 – 8 أيام وترش بالماء، خلال هذه الفترة تبدأ الأوراق والجذور بالتكوّن. (الشكل 2)

 

2

بعد 8 أيام يجب استخدام المنتج وإلا يبدأ بالذبول، وبالتالي تتراجع القيم الغذائية ويبدأ العفن بالظهور. (الشكل 3)

3

 

التغييرات التي تحدث على محتوى الحبوب:

بداية يجب مقارنة القيم الغذائية بين البذور والمنتج وهي كما هو مبين بالجدول أدناه:

القيم الغذائية

البذور  %

المنتج   %

المادة الجافة

90.40

19.26

الرطوبة

09.60

80.74

العناصر المعدنية

03.40

03.65

البروتين الخام

10.45

13.69

ألياف المحاليل المتعادلة

NDF

22.5

31.5

ألياف المحاليل الحامضية

ADF

8.9

14.35

الكربوهيدرات الذائبة

61.55

49.00

 

وبالعودة للجدول أعلاه، وهو المهم في هذه العملية، سوف نحلل ونقرأ بيانات القيم الغذائية:

المادة الجافة:

خلال نقع البذور ونمو النبات تقوم البذور باستخدام مخزونها من المادة الجافة، وكما هو ملاحظ تنخفض قيم المادة الجافة، وبينت الدراسات أن المادة الجافة تنخفض من 7 إلى 47% علماً أن تغذية الحيوان تعتمد على المادة الجافة في العلف، والتي على أساسها تبنى الخلطة العلفية واحتياج الحيوان، لذا انخفاض المادة الجافة في المنتج يعني تراجع القيم الغذائية ولتوضيح الصورة أكثر نبين لكم ما يلي:

8 كغم علف أخضر تنتج 1  كغم  بذور شعير
تحتوي 10% مادة جافة تحتوي 90% المادة الجافة
0.8 كغم مادة جافة 0.9 كغم مادة جافة

 

يتضح أنه يوجد انخفاض في المادة الجافة، فبدل أن تزيد المادة الجافة تنخفض، إذاً ما الفائدة من هذه العملية؟ بالإضافة إلى ذلك هي خسارة مادية، لأن العلف الذي يحتوي على 80 – 90% رطوبة يعتبر علفاً قليل القيمة الغذائية مقارنة بالذي يحتوي على 10– 20% مادة جافة.

البروتين الخام:

يبين الجدول السابق ارتفاعاً في نسبة البروتين الخام من 9.6%  إلى 13.7%، وفي حقيقة الأمر أن هذا الارتفاع ليس حقيقياً، ولكن بسبب انخفاض المادة الجافة ترتفع نسبة البروتين، أي أن الارتفاع فقط بالرقم وليس فعلياً، وعليه فإن هذا الارتفاع رقمي، ويجب الانتباه إلى أن هذا الارتفاع يعتمد عليه مسوقو الاستنبات بأن نسبة البروتين الخام ترتفع.

العناصر المعدنية:

كذلك فإن ارتفاع العناصر المعدنية ليس حقيقياً بسبب انخفاض المادة الجافة.

الألياف الخام:

ترتفع نسبة الألياف الخام، ونلاحظ أن الألياف المتعادلة ارتفعت من 22.5% إلى 31.5% والحامضية من 9% إلى 14.35%، وهذه القيم كانت أفضل في حالة الحبوب.

الكربوهيدرات الذائبة : (النشا والسكريات البسيطة  والألياف الذائبة):

نلاحظ انخفاضاً في نسبتها من 61.6% إلى 49%، وهذا بسبب استهلاكها من قبل النبات لإنتاج الأوراق، وهذا تراجع آخر في نوعية المنتج.

الهضمية:

بينت الدراسات أن أفضل درجة هضمية كانت على عمر 4 أيام من استنبات الشعير، حيث وصلت إلى حوالي 86%، ولكن عادت وانخفضت على عمر 8 أيام بمعدل 8.5%.

العلف المتناول:

نتيجة لارتفاع نسبة الرطوبة فإن المتناول سوف ينخفض، وكما ذكر سابقاً أن المادة الجافة هي أساس حساب العليقة:

الكمية المعادلة من المستنبت على أساس الماده الجافة

كغم 

الكمية المعادلة من المستنبت

كغم

الاحتياج كمادة جافة

كغم (3% من وزن الحيوان)

وزن الحيوان

كغم

نوع الحيوان
1.1 14 1.8 60 نعجة
5 60 12 400 بقرة
5 60 12 400 إبل

 

من الجدول نلاحظ أن كمية العلف المتناولة من العلف المستنبت تكون كبيرة وبمحتوى مائي عالٍ، وهذا يسبب مشاكل صحية للحيوان ابتداء من الإسهال وتراجع في صحة الحيوان وإنتاجيته، فإذا حولنا المادة الناتجة إلى مادة جافة نلاحظ أننا لا نقدم نصف الاحتياج اليومي للحيوان، خاصة في الأبقار والإبل وحوالي 60% من الاحتياج للأغنام مع تراجع في المحتوى الغذائي خاصة من الكربوهيدرات.

إنتاجية الحيوانات:

بينت معظم الدراسات أن العلف المستنبت لم يعمل على تحسين كفاءة إنتاجية الحيوانات، فقد غذيت أغنام وأبقار عليه ولم يلاحظ تحسين في إنتاجية الحليب، وكذلك غذيت عجول التسمين عليه ولم يلاحظ أي تحسين في زيادة الوزن.

النتيجة:

  1. انخفاض في نسبة المادة الجافة.
  2. انخفاض في الهضمية.
  3. لا يوجد تحسين في الإنتاجية

الخلاصة:

  1. نتيجة لما ذكر سابقاً يرجى الحذر من الاعتماد على الأعلاف المستنبتة كمصدر للأعلاف لتغذية الحيوانات، ولا بد من توفر أعلاف أخرى، بحيث يراعى توفير الاحتياج اليومي للحيوان من الأعلاف مع الأخذ بعين الاعتبار المادة الجافة.
  2. لا ننصح باستنبات الأعلاف للأسباب الواردة في هذا المقال.