مكافحة التصحر الحل الأمثل للخروج من النفق المظلم للجفاف


5239252467_a4f22ff803_b

 لاشك فى أن من أكثر مايبهج الأنسان ويدخل السرور الى قلبه هو منظر الرقعه الخضراء الممتده على مرمى البصر والتى ينبعث

منها نبض الحياه فأينما تتواجد الرقعه الخضراء نرى بوضوح أثر ذلك على الأنسان وكل الكائنات الحيه التى تعيش فى هذه الرقعه الخضراء .

ومع تباين طبيعة التربه والمناخ فى أنحاء الكره الأرضيه نرى بوضوح أنه فى بعض المناطق قد وهب الله هذه المناطق البيئه المعتدله والتى تنتشر فيها الرقعه الخضراء حتى بدون أى تدخل من الأنسان فى زراعتها وبعض المناطق الأخرى كمنطقة الخليج العربى التى تتسم كونها منطقه صحراويه والتى تحتاج إلى مجهود كبير وتحدى أكبر لتحويل هذه الصحراء القاحله التى لاتصلح للحياه الى واحه خضراء تجذب اليها الأنسان وكل الكائنات الحيه الأخرى.

الصحراء والجفاف اصطلاحان متلازمان

صحاري شبه الجزيرة العربية تنتمى الى الصحراء الحاره هي الصحاري التي يزيد فيها متوسط درجات الحرارة على ( 18 درجة مئوية ) ، حيث تتميز صحاري هذا النوع بأنها الأكثر جفافا في العالم ، و تقل فيها الأمطار التي تسقط بصورة فجائية ، و الغطاء النباتي يكون قليلا أو معدوما أحيانا . و ترتفع درجات الحرارة في هذا النوع لتصل إلى 80 درجة فى بعض الأحيان .

تغطي الرمال مساحة تتراوح ما بين 30% و 40% من الأراضي الصحراوية. وما تبقى من الأرض معظمه مرتفعات مفروشة بالحصباء والصخور وغيرها، وكلها تربة لاتساعد على انتشار الحياة النباتية إلا في حدود ضيقة، لأنها جافة، إلا أن بعضـًا من هذه التربة غني بالملح واليورانيوم ومعادن أخرى، بالإضافة إلى الموارد الجوفية كالنفط والغاز الطبيعي

مفهوم التصحر وأنواعه وأسبابه

يعتبر التصحر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم. ويعرف التصحرعلى أنه تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا راجع إما لتعامل الإنسان الوحشى معها أو للتغيرات المناخية. فإن حالة الوهن والضعف التي تشكو منها البيئة تكون إما بسبب ما يفعله الإنسان بها أو لما تخضع له من تأثير العوامل الطبيعية الأخرى والتي لا يكون لبنى البشر أي دخل فيها. والجزء الذي يشكو ويتذمر كل يوم من هذه المعاملة السيئة من الأرض هو “التربة”. هناك اختلاف بين الأرض والتربة، فالتربة هي بالطبقة السطحية الرقيقة من الأرض الصالحة لنمو النباتات والتي تتوغل جذورها بداخلها لكى تحصل علي المواد الغذائية اللآزمة لنموها من خلالها. والتربة هي الأساس الذي تقوم عليه الزراعة والحياة الحيوانية، وتتشكل التربة خلال عمليات طويلة علي مدار كبير من الزمن لنقل ملايين من السنين حيث تتأثر بعوامل عديدة مثل: المناخ – الحرارة – الرطوبة – الرياح إلي جانب تعامل الإنسان معها من الناحية الزراعية من رى وصرف وتسميد وإصلاح وغيرها من المعاملات الزراعية الأخرى..

تختلف حالات التصحر ودرجة خطورته من منطقة لأخرى تبعا لاختلاف نوعية العلاقة بين البيئية الطبيعية من ناحية وبين الإنسان و

هناك أربع درجات أو فئات لحالات التصحر حسب تصنيف الأمم المتحدة للتصحر

تصحر خفيف

وهو حدوث تلف أو تدمير طفيف جدا في الغطاء النباتي والتربة ولا يؤثر على القدرة البيولوجية للبيئة

تصحر معتدل

وهو تلف بدرجة متوسطة للغطاء النباتي وتكوين كثبان رملية صغيرة أو أخاديد صغيرة في التربة وكذلك تملح للتربة مما يقلل الإنتاج بنسبة 10-15 % .

تصحر شديد

وهو انتشار الحشائش والشجيرات غير المرغوبة في المرعى على حساب الأنواع المرغوبة والمستحبة وكذلك بزيادة نشاط التعرية مما يؤثر على الغطاء النباتي وتقلل من الإنتاج بنسبة 50%.

تصحر شديد جدا

وهو تكوين كثبان رملية كبيرة عارية ونشطة وتكوين العديد من الأخاديد والأودية وتملح التربة

الأسباب الحقيقيه التى تساهم فى زيادة عوامل التصحر

بالإضافة إلى تأثير عوامل طقس على عملية التصحر فإن الكثير من العوامل البشرية أيضًا تؤدي إليها:

الاستغلال المفرط والزائد أو غير مناسب للأراضي الذي يؤدي إلى استنزاف التربة

إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة الأرض

الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها

أساليب الريّ الرديئة بالإضافة إلى الفقر

العنصر البشرى ودوره فى زيادة التصحر

الإنسان هو المسؤول الأول عن تفاقم مشكلة التصحر على المستوى العالمي، كما تتداخل عوامل سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وطبيعية في تعميق حجمها، الأمر الذي رتب على البشرية واجب التوقف والمراجعة والتصحيح، ما أمكن، في مسببات استنزاف موارد الطبيعة وزحف الصحراء، وكافة الأنماط السلوكية التي تؤدي إلى التصحر؛ كالاستخدام المكثف للأرضي الزراعية، والرعي الجائر والمبكر، وإزالة الغابات، والإسراف في الري وسوء الصرف والأهم من ذلك كله، الحروب، ومخلفات التجارب النووية، والتلوث الناتج عن الصناعة

كيف يمكن الحد من مشكلة التصحر

للحد من هذه الظاهرة الخطيره من الضروري التوسع في عمل مصدات الرياح و الاحزمة الخضراء حول المدن و القرى و الطرق الخارجية و تشجير المساحات الفارغة فيها ، وانشاء المشاريع المائية و المخازن المائية في مناطق الصحراء و حفر الابار لاستغلال المياه الجوفية في تحسين الغطاء النباتي في الصحراء ، واستخدام طرق المقننات المائية في زراعة المناطق شبه الجافة لتلافى مشكلة الجفاف و استخدام الوسائل الحديثة في تثبيت الكثبان الرملية مثل استخدام الترب الثقيلة ، ووضع التشريعات الخاصة بتحديد مناطق الرعي ،كما يجب الحرص على استغلال الأراضي الزراعية بالوسائل السليمة وعدم استنزافها كاستخدام دورة زراعية مناسبة واستخدام نظام ري كفء

والعمل على التوسع في انتشار محطات البحوث لدراسة ظواهر التصحر في المناطق المختلفة ووضع خرائط للمناطق المهددة بالتصحر ووضع الخطط المستقبلية لمعالجتها ، كما يجب الاستفادة من تجارب بعض الدول التي لها تجارب متقدمة في مكافحة التصحر ووضع الخطط الاقليمية المشتركة للحد من هذه الظاهرة

تجربة مكافحة التصحر فى دولة الأمارات العربيه المتحده

لم تكن الإمارات العربية المتحدة بمنأى عن تبصر حقيقة المشكلة، فهي أمر واقع تفرضه مجموعة من التحديات البيئية للدولة؛ كالطبيعة الصحراوية الصعبة التي تمتد على نحو 80% من مساحة الدولة، والتزايد المطرّد في الأنشطة الصناعية المرتبطة بالنفط، وما تفرزه من مخلفات تؤذي البيئة، والنمو السكاني الذي وصل معدله حالياً إلى (5.6%)، والذي يعتبر من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، والمناخ الصحراوي الحار حيث تصل درجات الحرارة في فصول الصيف إلى 47 درجة مئوية. ورغم المصاعب الكثيرة فقد لاقت تجربة الإمارات في مجال مكافحة التصحر وتخضير الأرض من النجاح ما جعل منها نموذجاً تطمح الدول الأخرى للوصول إليه أو على الأقل الاستفادة منه.

وقد أعطى توافر الإرادة السياسية وتسخير إمكانيات الدولة قضية حماية البيئة عموماً ومكافحة التصحر على وجه الخصوص زخماً متزايداً، ساهم في التخفيف من وطأة المشكلة، وتجلّت نتائج هذه الجهود في مظاهر عدة كانتشار الحدائق، والمسطحات الخضراء، والمحميات الطبيعية، والأعداد المتزايدة من أشجار النخيل التي وصلت إلى نحو 41 مليون نخلة، الأمر الذي جعل الإمارات تتبوأ المركز السادس عالمياً في إنتاجها للتمور، إلى جانب 150 مليون شجرة حرجية ومثمرة. ساهم كل ذلك في تخفيض واردات الدولة من الغذاء وفي زيادة مساحة الأراضي المزروعة. وتستخدم الدولة حالياً تقنيات حديثة كاستمطار السحب عن طريق رشها بالطائرات، من أجل المساهمة في سد احتياجات الدولة من الماء ودعم المخزون الجوفي من المياه، وكان لإقامة السدود والحواجز المائية التي بلغ عددها 133 سداً وحاجزاً دور كبير في توفير المياه اللازمة للزراعة وتخضير الأرض.