يعتبر التخلص من مياة الصرف الصحى بطريقة صحيحة من أولويات العصر الراهن فى ظل الممارسات الخاطئة من بعض الأشخاص فى التخلص العشوائى من مياة الصرف الصحى بدون معالجة والتى قد تتسبب فى خطر عظيم سواء التصريف برا أو بحرا، فالتخلص البرى من مياة الصرف الصحى يتسبب بشكل رئيسى فى تلوث مصادر المياة الجوفية كما أنه يتسبب فى إنتشار الكثير من الأوبئة والأمراض والتأثير العظيم بالسلب على البيئة.
تتعدد مصادر مياه الصرف الصحي وتتنوع ومع هذا التنوع تزداد الملوثات التي تحتويها والامراض التي قد تسببها لذا لا بد من اجراء عمليات معالجة وتنقية لتلك المياه قبل ان تصل لمصادر مياه الشرب او للمزروعات، ولذلك نجد المواثيق الدولية تضمن لكل انسان حقه في التخلص من مياه الصرف الصحى الناتجة عن منزله بطرق صحية، لذا يجب على الأفراد الإلتزام بالإجراءات المفروضة من قبل الدولة للتخلص الصحيح من مياة الصرف الصحى لضمان صحة أفضل للجميع , ولكن مع كل هذا الاهتمام من الحكومات فإن اكثر من مليون ونصف انسان يموتون سنويا بسبب التلوث الناتج عن مياة الصرف الصحى غير المعالجة فيما تفتقر كثير من الدول الى شبكات الصرف الصحي ويعتمد سكانها على الحفر الامتصاصية التي قد تسبب تلوث مصادر المياه
كيفية معالجة مياة الصرف الصحى
تمر مياه الصرف الصحى محطة المعالجة بعدة مراحل تضمن ازالة الملوثات العضوية وغير العضوية منها بشكل يجعلها صالحة لإعادة الاستخدام او الحقن في ابار خاصة لتعود الى احواض المياه الجوفية، ومن اهم هذة المراحل :
1-مرحلة المعالجة الميكانيكية او الفيزيائية
التصفية او الغربلة : وتتكون من عدة غرابيل حديدية على مرحلتين او ثلاث بحيث يتم احتجاز كافة الاجسام الصلبة الكبيرة العالقة في مياه الصرف الصحى مثل الحجارة والعلب وقطع القماش ووالنايلون, والتي قد تكون وصلت اليها نتيجة سلوكيات خاطئة او جراء لغياب بعض اغطية شبكات الصرف، وكذلك بعض الكائنات الحية التى تتواجد في شبكات الصرف الصحى.
الترسيب: وهدفها التخلص من المواد العضوية العالقة وفي هذة العملية يتم التخلص من الجزء الاكبر من الملوثات الصلبة في المياه ليتم معالجة فيما بعد بطرق المعالجة اللاهوائية لانتاج الغاز الحيوي والسماد
القشط: وتهدف الى التخلص من الزيوت العائمة على سطح مياه الصرف الصحى .
2-مرحلة المعالجة الحيوية (البيولوجية)
التهوية: وتتم بضخ كميات كبيرة من الهواء في احواض التهوية ذات الشكل البيضاوي ومن خلال هذة العملية يتم تكثير البكتيريا الهوائية التي تعمل على تحلل المواد العضوية المتبقية في المياه, وتستهلك عملية التهوية كميات كبيرة من الطاقة لتشغيل المضخات العملاقة المنتجة للتيارات الهوائية .
الترسيب: ويهدف الى التخلص من البكتريا الهوائية وما قامت بتحليله من مواد عضوية وهناك نوعين من احواض الترسيب احدهما مستطيل الشكل والاخر دائري ويمكن تحديد النوع الذي سيتم استعماله في محطة التنقية من خلال عدة عوامل اهمها حجم المياه او قدرة استيعاب المحطة اذ تسعمل الاحواض المستطيلة في الغالب للمحطات ذات قدرة استعياب كبيرة، وكذلك المساحة المتوفرة لإقامة المحطة فالاحواض الدائرية بحاجة الى مساحات اكبر.
التخمر اللاهوائي: ويهدف الى معالجة المواد الصلبة المترسبة في حوض الترسيب الاولي عن طريق بكتيريا لا هوائية، ويكون مفاعل التحلل اللاهوائية عبارة عن خزان كبير يحتوي على طبقة مسامية حيوية لتدعيم الكائنات الحية الدقيقة ومساعدتها في التكاثر وبه نظام تحريك لتسريع التحلل فيما يتم ضبط حرارته لتبقى اعلى من 30 مئوية قدر الامكان, اذ تنشط الكائنات الدقيقة في درجات حرارة اعلى من ذلك.
3-مرحلة المعالجة الكيميائية
وتهدف بشكل اساسي الى تعقيم المياه بوسائل تعقيم مناسبة مثل الكلور او الاشعة فوق البنسجية لضمان عدم تكاثر البكتيريا، كما يمكن ان يتم اضافة وحدة معالجة كيمائية لإزالة بعض العناصر الخطرة مثل البورون او تخفيف تركيز المعادن الثقيلة وكذلك يمكن اضافة وحدة لتقليل نسبة الاملاح الذائبة في المياه الناتجة حتى لا تؤدي الى تدمير الاراضي الزراعية المروية بهذة المياه, وفي الغالب يستعمل نظام التناضح العكسي الذي يستخدم في تحلية مياه البحر .
اما في محطات المياه المنزلية او اللامركزية فتكون المعالجة في الغالب اولية ولا تنتج مياه خالية من الملوثات، وانما يكون هدفها اما اعادة حقن المياه على عمق من 3-1 متر تحت سطح الارض لتستفيد منها الاشجار او انها لتخفيف الضغط عن محطات المعالجة العامة واللاستفادة من الغاز الحيوي الذي يتم انتاجه في بعض انواع هذة المحطات, ومن اهم تقنيات المعالجة المنزلية :
برك الترسيب: هناك عدة اشكال لبرك الترسيب اهمها احواض الترسيب الحر التي تتكون من عدة مراحل في الغالب من 3-2 مراحل بحيث يسمح للمواد الصلبة العالقة بالترسب في قعر كل حوض ويتم سحبها في ما بعد لنقلها الى محطة معالجة لا هوائية ويتم ذلك من خلال سيارت خاصة تضمن عدم ترسب تلك المواد وتلويثها للبيئة المحيطة, ويستخدم هذا النظام في العادة لتخفيف التلوث في المياه العادمة وقد يكون مقدمة لانشاء نظام للزراعة بالاعتماد على المياه العادمة كما في النوع التالي .
المسطحات الرطبة: تتم من خلال عمل شبكة من الانابيب التي تصب المياه العادمة داخل طبقة من الحصى على عمق من 3-1 متر ويتم الاستفادة من هذة المياه من خلال زراعة الارض فوقها بمحاصيل زراعية يفضل ان تكون اما للزينة او محاصيل طاقة تنتهي المياه المتبقية في حفرة خاصة لتجميع المياه العادة ومن ثم ايصالها الى شبكات الصرف الصحي, كذلك يمكن تطبيق نظام الارض الرطبة من خلال استعمال نباتات عائمة فوق احواض المياه العادمة .
يمكن اعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة كما يمكن ان يتم حقنها في ابار خاصة تضمن عودتها الى احواض المياه الجوفية وتعد المياه العادمة المعالجة مصدر مهم للمياه في كثير من الدول بالاضافة الى كون المعالجة مهمة لمنع التلوث والتقليل من الامراض، كما ان اعادة استخدام المياه الرمادية قبل وصولها الى شبكات الصرف الصحي يساهم في تخفيف الضغط عن محطات المعالجة ويزيد من كفاءتها, بإعتبار ان المياه المصروفه لا تحتوي ملوثات خطرة ويمكن معالجتها بطرق بدائية بسيطة، فيما يشكل جمع مياه الامطار في الشتاء وعدم وصولها الى محطات المعالجة حماية للنظام الحيوي داخل احواض المحطة من التدمير بفعل الكميات الهائلة من المياه والوحل المرافق لها, اما مياه المصانع والورش فهي اكبر المشاكل التي تواجه اي محطة معالجة للمياه المنزلية في حال وصولها بما تحمله من مواد كيميائية ومعادن ثقيلة تحتاج الى خطوات معالجة مكلفة وصعبة، وبالتالي فإن عملية المعالجة تتضمن عدة خطوات تبدأ من مكان صدور المياه العادمة في المنازل الى المكان الذي يتم فيه اعادة استخدام هذة المياه في اي من التطبيقات الصناعية او الزراعية او غيرها.
خطة بلدية دبي لزيادة الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة لزراعة المزيد من الفلل
أصدر سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس بلدية دبي أمرا محليا بشأن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري مزروعات الأراضي السكنية من فلل وخلافه ونص الأمر بتطبيق قرار المجلس التنفيذي رقم 21 لسنة 2012 والخاص بتقرير رسم على استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لري المزارع الخاصة والمفروض بموجب هذا القرار والذي ينص في مادته الأولى على أن يستوفى من مالكي الأراضي المستغلة كمزارع خاصة في إمارة دبي نظير ري مزارعهم من مياه الصّرف الصحي المعالجة رسم شهري مقداره فلسان ونصف الفلس عن كل متر مربع من كامل مساحة الأرض وصرح المهندس طالب جلفار مدير إدارة الصرف الصحي والري بأن الأمر المحلي جاء لتشجيع أصحاب الفلل السكنية والمنازل التي تحتوى على حدائق بها على استثمار المساحات في فللهم وزراعتها خاصة بعد فرض رسم لا يتجاوز فلسين ونصف شهريا على كل متر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة ويساهم في زيادة الرقعة الزراعية وتقليل البصمة الكربونية في دبي ويساهم في تحسين البيئة وتنقيتها وقال أيضا أن القرار يساهم فعلا في الاستفادة من زيادة مياه الصرف الصحي المعالجة الزائدة عن حاجة الري للشوارع والمناطق الخضراء في الحدائق في دبي خاصة بعد زيادة عمليات التنقية التي تقوم بها محطات معالجة الصرف الصحي في إمارة دبي والتي سوف تزيد تباعا بعد أن يتم مشروع التوسعة الجديد في جبل علي ومضاعفة إنتاج المحطة من مياه الصرف الصحي المعالجة لطيور الزينة والحيوانات الأليفة