«المداجن العضوية» بين فوائدها الصحية وتكلفتها المرتفعة


organic-1

أثبتت البحوث العلمية الحديثة بأن المنتجات التي يتم إنتاجها  في «المداجن العضوية» وبكافة أنواعها من لحوم وبيض  ومشتقاتهما، أكثر فائدة وسلامة وأماناً  لصحة الإنسان، وأكثر حفاظاً على البيئة، بالإضافة إلى تميزها بالطعم  اللذيذ والرائحة والنكهة المميزة، كما أنها تساهم  بشكل كبير في زيادة الإنتاج والتخلص من المخلفات الحيوانية والزراعية، ومن تقليل تلوث البيئة بشكل كبير.

وتتركز صناعة منتجات الدواجن التقليدية في دولة الإمارات على إنتاج مادتين غذائيتين هامتين للإنسان هما بيض الأكل ولحم الدجاج، وتدور في محور هاتين المادتين صناعات مختلفة.

ويشير عبدالله محمد العويس (صاحب مزرعة) إلى أن كلفة إنتاج البيض والدواجن العضوية في الإمارات تصل إلى 50% أعلى بالنسبة إلى إنتاجها بالطرق التقليدية الضارة بالصحة.

من هنا يمكننا الاستنتاج أنه من الضروري على دولة الإمارات ودول المنطقة أن تسعى إلى تطوير وتحديث هذه الصناعة، فضلاً عن إيجاد آليات تسهم في زيادة عدد المزارع العاملة وتشجيع المزارعين الذين يعتمدون على زراعة المنتجات العضوية. 

توجه

وأفاد عبدالله محمد العويس، بأنه من أول المزارعين الذين اتجهوا إلى تحويل مزارعهم من استخدام الطرق التقليدية في الزراعة كاستخدام المبيدات وغيرها، إلى استخدام الطرق العضوية الصديقة للبيئة، مشيداً بجهود الهيئات والمؤسسات المحلية في دعم جهود التحول إلى الزراعة العضوية.

وقال: بدأت في إنتاج المنتجات العضوية قبل أكثر من 10 سنوات، حيث حصلت خلال السنوات الثماني الأولى على شهادة التصديق من وزارة البيئة والمياه، ثم حصولي على شهادة التصديق من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس.

وأضاف: للمنتجات العضوية مثل البيض واللحوم العديد من الفوائد الصحية، حيث تلعب دوراً هاماً في إنتاج  وتقديم الغذاء الصحي للإنسان، كونها تشكل جزءاً كبيراً من نسبة عالية من مجمل استهلاك الإنسان، وذلك عن طريق تقديم العناصر الغذائية الأساسية وفي تقديم السعرات الحرارية والعناصر المهمة لبناء جسمه واستمرار عملياته الحيوية بالشكل الأمثل.

وقال: إن إنتاج البيض العضوي يعتمد على محاكاة الطبيعة في الإنتاج وفي استخدام المواد، عبر فتح النطاق أمام الدواجن للحصول على غذائها خارج أسوار الحظائر، فالدجاجات ليست مسجونة في أقفاص صغيرة مثلما تكون عادة، إنما هي تكون حرة التنقل في أرجاء المزارع، مؤكداً أهمية استخدام المواد المسموح والمصرح بها من قبل المختصين بالإنتاج العضوي. 

فوائد

وتؤكد الدراسات التي تم إجراؤها، أهمية تناول البيض العضوي لصحة جسم الإنسان، ودوره في إنقاص الوزن، ونمو العقل وتقوية الذاكرة، وذلك لاحتوائه على مركب الكولين المفيد للعقل والذاكرة، حيث تحتوي بيضتان على نحو 250 ملغم من الكولين.

وتشير تلك الدراسات إلى أن الإفطار بالبيض العضوي يزيد من الشعور بالشبع مقارنة بالمأكولات الأخرى، وتحسين مستوى الطاقة، وهو غني بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية، وخاصة «الأوميغا 3» وكلها ضرورية لصحة ونمو الإنسان. 

مخاطر

وحول المخاطر التي قد تسببها المنتجات غير العضوية، شدد عتيبة المزروعي على أهمية أن يكون الإنسان حذراً مما يتناول من هذه المنتجات (اللحم والبيض)، وأن يكون متأكداً من إنتاجها بشكل عضوي، لأن منتجات المداجن التقليدية (غير العضوية) لن تكون خالية من المواد الضارة أو الدخيلة، والتي تسبب حدوث العديد من الأمراض والمشاكل الصحية  المعروفة أو المجهولة السبب.

وأضاف: على سبيل المثال يجب أن تكون هذه المنتجات من لحوم الدجاج أو البيض خالية من أي ملوثات، سواء حيوية جرثومية (بكتيريا، فيروسات..)، وكذلك يجب ألا تحتوي على أي مواد كيميائية، والتي قد تكون مصادرها معروفة أو غير معروفة، وأن تكون خالية من آثار الهرمونات واللقاحات والإضافات الكيميائية أو آثار المبيدات الحشرية السامة أو الأسمدة الكيميائية الموجودة في المحاصيل الزراعية، والتي سوف تدخل في تركيب الأعلاف التي تستخدم في تغذية الدواجن العضوية.

إقبال ضعيف

ومن جانبه أوضح سالم العامري (صاحب مزرعة)، أن العاملين في إنتاج الدواجن والبيض العضوي في الدولة يشكلون نسبة لا تتعدى الـ15% من العاملين بالزراعة، وهي نسبة ضئيلة على مستوى العالم، أو مستوى الدول العربية، ويعود ذلك إلى عدم استخدام الطرق الحديثة والمكننة المستخدمة في صناعة الدواجن في معظم دول العالم، والتي تخفف من استخدام اليد العاملة.

وهكذا نلاحظ أن صناعة الدواجن مع كل أهميتها في إنتاج البروتين الحيواني للإنسان، لا تستخدم إلا قدراً يسيراً من القوى العاملة على مستوى وطننا العربي.

وقال العامري: إن العمل في إنتاج مشاريع «الدواجن العضوية» يجب أن يتم من خلال دراسة علمية متكاملة واستخدام برامج خاصة تسمى (برامج الإنتاج العضوي الحيواني والنباتي)، ولكل منتج عضوي دراسة متخصصة وبرنامجه الخاص بإنتاجه من الألف إلى الياء؛ لذلك على المربي ألا يتخبط بشكل عشوائي في عمليات الإنتاج الحيواني أو النباتي العضوي، بل عليه الاعتماد على الدراسات المتخصصة، والتي تشرح له عمليات الإنتاج بشكل كامل.

أما طارق الهاملي (صاحب مزرعة) فقال: من المهم الاتجاه نحو المأكولات العضوية، ولكن الأهم هو التعرف إلى الفرق بينها وبين المأكولات غير العضوية، فمثلاً البيض والدواجن العضوية تعرف بأنها التي يتم تربيتها وإنتاجها بنظام حيوي مأخوذ من الطبيعة، ولا يستخدم فيها أي إضافات كيميائية أو هرمونية أو مضادات حيوية، كما لا تستخدم فيها السلالات المعدلة وراثياً، ويحرص منتجوها على عدم إلحاق الأذى أو الضرر بالبيئة وبكافة أشكال الحياة فيها، والعمل على الإدارة المثلى للموارد الطبيعية، واستخدام الموارد المتجددة والمحافظة على التنوع الحيوي وسلامة الغذاء، والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

أضاف: إن الدجاجات التي تأكل الطعام العضوي، تحظى برعاية جيدة وعناية فتصبح تربيتها أفضل، حيث لا تشعر الدجاجة بالتعب والقلق، ولا يضطر المزارع إلى إعطائها أدوية.

ولفت إلى أن البيض العضوي ينتج في مزارع تحرص على الحفاظ على الطبيعة، بينما يأتي البيض غير العضوي من التربية غير العضوية، وبالتالي كلّ المواد الكيميائية الموجودة في الطعام المعطى للدجاج يدخل في تكوين البيض.

-المخططات الخاصة ببناء وتأسيس المدجنة العضوية

  • اختيار موقع مناسب للمزرعة العضوية وتجهيزها (حظائر، سايلوهات، مستودعات متخصصة، برادات مذبح…).
  • اختيار الصيصان المنتجة من أمهات عضوية.
  • تأصيل السلالات الأكثر إنتاجية، وتربية الجدود وتربية الأمهات العضوية.
  • تفريخ البيض العضوي على أنواعه.
  • زراعة المحاصيل العلفية العضوية، وصناعة الأعلاف العضوية المتخصصة.
  • تركيب العلائق العضوية، وذبح وتجهيز دجاج اللحم العضوي وحفظه وتوزيعه.
  • استعمال اللقاحات المختلفة والأدوية البيطرية المسموح باستخدامها في الإنتاج العضوي لتحصين الدجاج.
  • تصنيع كل من لحم الدجاج والبيض العضويين بأشكال استهلاكية مختلفة عن غير العضوية.

حقائق عن البيض

– في عام 6000 قبل الميلاد: بدأت تربية الدواجن في الصين بهدف الاستفادة من بيضها.

ـ وفي عام 2000 قبل الميلاد: كانت عدة حضارات في هذا الوقت تقيم مهرجانات في فصل الربيع، حيث أصبح البيض رمزاً لتجدد الحياة.

ـ 20 قبل الميلاد: اكتشف الرومان صلصة «الكستر» بمحض المصادفة، عندما تم خلط البيض مع الحليب والعسل في إناء من الفخار.

ـ 1493: تم تصدير الدجاج إلى أمريكا خلال ثاني رحلة قام بها كولومبس إليها.

ـ 1600: ولدت عجة البيض، الـ«أومليت»، التي اشتق اسمها من اللاتينية ومعناها «الصحن».

ـ 1918: في عز الأزمة الاقتصادية بالولايات المتحدة نفد البيض، وكان لا بد من «روشتة» من الطبيب للحصول عليه.

ـ 1968: ظهرت دراسة تنصح بتقليل تناول البيض إلى مرتين فقط في الأسبوع بسبب الكوليسترول.

ـ 1970: تبين أن البيض مصدر جيد للبروتين. بيضة متوسطة الحجم توفر 12% من حاجة الجسم اليومية.

ـ 1988: ارتكبت وزيرة الصحة البريطانية السابقة، إدوينا كاري، خطأ أودى بمستقبلها السياسي، عندما صرحت بأن البيض البريطاني غير ملوث بالسالمونيلا.

ـ 2000: بدأ إدخال فيتامينات أخرى إلى البيض، مما نتج عنه ظهور البيض بـ«أوميجا 3» الذي تبيضه الدواجن التي تتغذى على بذر الكتان.