قلع فسائل (صروم) النخيل عن الأمهات وزراعتها في الحقل الدائم


5

الدكتور/ أحمد حسين السعود

 

الفسائل من أهم الوسائل المتبعة لزراعة أشجار نخيل التمر في معظم أماكن انتشار هذه الأشجار، فهي من الطرق المتبعة منذ فترات طويلة، وقد نجحت هذه الطريقة في الحفاظ على أصناف النخيل المنتشرة في أماكن العالم المختلفة، وتؤدي هذه الطريقة الغاية المرجوة منها في حال القيام بها بالشكل المطلوب، واتباع الخطوات التالية:

أولاً-  اختيار الصنف الملائم:

تتأثر أصناف النخيل بالعديد من العوامل البيئية، كما تؤثر أنواع الأراضي والظروف البيئية السائدة في المنطقة التي تزرع فيها على نموها وإنتاجها، لذا يجب أن يتم اختيار الصنف الملائم لكل منطقة من مناطق زراعة النخيل، واختيار الأصناف عالية الإنتاج، للحصول على أعلى عائد اقتصادي، وذلك بسؤال المزارعين وأهالي المنطقة، ومعرفة أنواع التمور التي يتطلبها السوق العالمي، وقد لاقت الأصناف (مجهول أو مجدول، حلاوي، خلاص، شيشي، عنبرة… إلخ) رواجاً واسعاً في الأسواق العالمية، وبأسعار عالية، كما يمكن الاعتماد على خبراء النخيل في المنطقة، ومعرفة أفضل الأصناف التي تجود زراعتها فيها، ومن المهم أيضاً أن يتم اختيار الأشجار المذكرة الواجب زراعتها، على أن تكون من أشجار معروفة بجودتها من حيث إنتاجها أعداداً كبيرة من الأزهار (الطلع) وحيوية وكمية حبوب اللقاح للأشجار المذكرة، وفترة الإزهار لهذه الأشجار، والتي يجب أن تسبق تفتح إزهار الأشجار المؤنثة المزمع زراعتها أو قبل فترة إزهارها بقليل، للتمكن من جمع حبوب اللقاح منها وتجهيزها لاستخدامها في تلقيح الأزهار المؤنثة في الأوقات المحددة للحصول على أفضل النتائج.

ثانياً-اختيار الفسائل أو الصروم:

يلجأ المزارعون إلى زراعة الصروم أو الفسائل التي تنمو حول أشجار النخيل في مزارعهم أو مزارع معروفة لديهم، شكل (1) أو تلك الفسائل التي تباع في الأسواق، ويجب أن يتم اختيار الفسائل أو الصروم الجيدة، والتي تتوفر فيها الصفات التالية:

– أن تكون من أصناف جيدة عالية الإنتاج، سريعة النمو وتجود زراعتها في المنطقة، وتنتج فسائل كثيرة.

– يتم اختيارها أثناء حمل الأم للتأكد من مطابقتها للصنف المطلوب.

– لا يقل عمر الفسيلة أو الصرم عن ثلاث سنوات، ووزنها 20-30 كيلوغراماً، وطولها أكثر من متر وقطر جذعها 25-35 سم.

– لها مجموع جذري سليم وقوي، والمحافظة عليه أثناء فصلها عن الأم.

– خالية من الإصابة بأية آفات.

– لها جذور جديدة لونها أبيض للدلالة على أنها حديثة التكوين.

– مجموعها الخضري جيد النمو.

– القمة النامية (القلب) سليمة.

– تفصل عن الأم بشكل صحيح ومن قبل عمال مدربين على ذلك.

– تكون منطقة الفصل صغيرة قدر الإمكان ومستوية وسليمة ونظيفة وخالية من الجروح والتجاويف.

– أن تكون الفسائل ناضجة، ويدل على ذلك وجود الثمار عليها، أو تكوين فسائل عليها وهي موجودة على الأم.

يلجأ المزارعون إلى تحفيز الفسائل على تكوين الجذور، عن طريق طمر التربة حول الفسائل وترطيبها بالماء بشكل دائم، أو رش قواعد الفسائل، قبل 1-2 شهر من قلعها بمحاليل بعض أنواع هرمونات التجذر مثل (أندول بيوترك أسيد، نافثالين أسيتك أسد، أندول أسيتك أسد)، وتستخدم المحاليل المائية لهذه المركبات في تجذير العديد من النباتات وبخاصة عقل الأشجار الحراجية والزيتون والحمضيات، وتشجيع نمو الجذور.

1

ثالثاً- تحضير أماكن زراعة الفسائل أو الصروم:

 

يجب تحضير أماكن زراعة الفسائل، بشكل جيد، فهي المراقد التي ستزرع فيها الفسائل، والتي تحتاج إلى أماكن تؤمن نمو وانتشار الجذور بشكل جيد، كي تمد المجموع الخضري بما يحتاج إليه من مواد غذائية، كافية لنموه بالشكل المطلوب، وتنفذ هذه العملية في حال توكيل إنجازها إلى عمال مدربين، ولديهم الخبرة والمهارة الكافية لإنجاز هذا العمل، وتتم عملية تحضير أماكن زراعة الفسائل على الشكل التالي:

  • تخطيط الأرض وتحديد أماكن زراعة الفسائل، بحيث لا تقل المسافات بين أماكن الزراعة عن 8 أمتار.
  • تحضير الحفرة التي ستزرع بها الفسيلة أو الصرمة، بحيث لا تقل أبعادها (طول الضلع والعمق) عن 1 متر شكل (2).

2

  • تؤخذ تربة الطبقة السطحية الناتجة من هذه الحفرة وتوضع في مكان واحد، وتخلط مع تربة غنية بالمواد العضوية، والأسمدة العضوية المتخمرة والمعقمة والنظيفة، وتوضع طبقة من هذا الخليط في أسفل الحفرة.
  • تغمر التربة بالماء.
  • تترك الحفرة لمدة يوم أو يومين للتهوية.
  • توضع طبقة من التربة السطحية للحفرة فوق الطبقة السابقة لفصل قاعدة الفسيلة عن السماد العضوي.

 

رابعاً- فصل الفسائل أو الصروم عن الأم: 

فصل الفسائل عن الأمهات، من أهم وأخطر العمليات التي تحتاجها الفسائل، فهي التي تؤثر في نمو جذور الفسائل بعد زراعتها، في حال تنفيذ هذه العملية بالشكل الصحيح، ونظراً لأهمية هذه الخطوة، لذا يجب أن تتم هذه العملية خلال فترات معينة من السنة بناء على الظروف البيئية السائدة، وحسب تقويمات محلية يعمل بها في كل بلد من البلدان التي تنتشر فيها زراعة هذه الأشجار، وتوكل هذه المهمة إلى عمال لديهم الخبرة الكافية لتنفيذها، وأن تؤخذ الحيطة والحذر عند فصلها، ويمكن أن تتم هذه العملية وفق الخطوات التالية:

  • ربط المجموع الخضري بشكل جيد من عدة مناطق.
  • قص الجزء العلوي من السعف، لتقليل حجم المجموع الخضري، واحتياجاته من الماء والغذاء وتخفيف الفاقد من الماء عن طريق النتح.
  • إزالة الكرب عن الجزء السفلي من الفسيلة، وتترك مسافة تتراوح بين 40-90 سم من القاعدة من دون سعف.
  • تفصل الفسيلة أو الصرمة عند منطقة اتصالها بالأم بواسطة آلة حادة، ويراعى أن تبقى منطقة الفصل صغيرة قدر الإمكان.
  • يقلع مع الفسيلة أو الصرمة أكبر قدر ممكن من الجذور، شكل (3).

3

تعقم منطقة القطع بتغطيس قاعد الفسيلة بمحلول مبيد حشري، شكل (4) ورش مكان فصلها عن الأم بهذا المحلول وتغطيته بالتراب أو الرمل لمنع مهاجمة الأشجار بسوسة النخيل الحمراء التي تنجذب إلى هذه الأماكن.

4

  • يفضل زراعة الفسائل بعد فصلها مباشرة.
  • في حال عدم زراعة الفسائل بعد فصلها مباشرة يجب وضعها في أماكن مظللة وبعيدة عن أشعة الشمس.
  • تغطية قواعد الفسائل والجذور بالرمل أو التراب وترطيبها بالماء بشكل دائم، للمحافظة على الجذور ومنع جفافها، في حال نقلها إلى أماكن بعيدة أو تأخير زراعتها.
  • يفضل زراعة الفسائل بعد فصلها مباشرة.
  • في حال عدم زراعة الفسائل بعد فصلها مباشرة يجب وضعها في أماكن مظللة وبعيدة عن أشعة الشمس.
  • تغطية قواعد الفسائل والجذور بالرمل أو التراب وترطيبها بالماء بشكل دائم، للمحافظة على الجذور ومنع جفافها، في حال نقلها إلى أماكن بعيدة أو تأخير زراعتها. 

    ملاحظات:

    1- يفضل إضافة السماد الفوسفوري للأمهات المراد فصل الفسائل عنها قبل عام من الفصل، وخلال فصل الشتاء للموسم الذي سيتم خلاله فصل الفسائل عن الأمهات، لتشجيع نمو الجذور في الفسائل.

    2- يجب تجنب قلع وزراعة الفسائل خلال الفترات الحارة من السنة، خوفاً من جفاف وموت الفسائل في الحقل، وخلال الفترات الباردة من السنة والتي يكون النمو فيها بطيئاً.

    3- تقلع الفسائل عن الأمهات وتزرع في الأرض الدائمة خلال فترتين من السنة:

    – الفترة الربيعية: خلال الفترة مارس (آذار) وحتى مايو (أيار).

    – الفترة الخريفية: خلال الفترة سبتمبر (أيلول) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني).

     

    خامساً- زراعة الفسائل:

     تتم عملية زراعة الفسائل من قبل عمال مدربين على تنفيذ هذه العملية، ويفضل أن تزرع الفسائل بعد قلعها مباشرة، وتتم هذه العملية كما يلي:

    توضع قاعدة الفسيلة في أسفل الحفرة، وتبقى الفسيلة بشكل عمودي، ويجب أن تكون قاعدة الجمارة (القمة النامية أو القلب) مرتفعة لمسافة أكثر من 20 سم عن سطح التربة لمنع وصول مياه الري إليها وحمايتها بشكل جيد.

    • طمر المنطقة المحيطة بالفسيلة بالتراب.
    • ربص التربة حول الفسيلة بشكل جيد بعد وضع كل طبقة منها، لمنع بقاء الجيوب الهوائية حولها.
    • يتم عمل حوض ري دائري حول الفسيلة، وتحاط الفسيلة من جميع الجهات بطبقة من التراب لمنع وصول مياه الري إليها.
    • ري الفسيلة رياً غزير بالماء.
    • يتم وضع سعف النخيل، أو الخيش أو أي غطاء نسيجي حول الفسيلة شكل (5) لحماية القلب (الجمارة أو القمة النامية) من العوامل البيئية السيئة، وبخاصة درجات الحرارة العالية والرياح.

5

  • يجب فك الخيش أو السعف من حول الفسيلة بعد 6-7 أشهر من زراعتها، وعندما يبدأ نمو السعف الجديد حول القلب أو الجمارة، وقد تصاب الفسائل بالعديد من الآفات ومنها الحشرات القشرية والأعفان، شكل (6) في حال ترك الخيش أو السعف حولها لفترة طويلة.

 6

تتعرض الفسائل للموت بعد غرسها نتيجة عدد من الأسباب ومنها:

  • فصل الفسائل من قبل عمال غير ملمين بهذه العملية.
  • فصل الفسائل وتركها لفترات طويلة معرضة للظروف البيئية القاسية كارتفاع درجات الحرارة، والرياح فتجف أجزاؤها وتموت الجذور.
  • فصل الفسائل قبل النضج، وبأحجام صغيرة.
  • حفر منطقة فصل الفسيلة عن الأم نتيجة عدم خبرة العمال بطريقة الفصل.
  • عدم حماية الفسائل من الظروف البيئية وتركها من دون حماية بعد الغرس.
  • عدم وجود الجذور على الفسائل.
  • ترك عدد كبير من السعف، ويعجز المجموع الجذري الضعيف للفسيلة من تأمين احتياجاته من الماء والغذاء.
  • غرس الفسائل خلال فترات غير مناسبة (أوقات حارة جداً أو باردة جداً).
  • غرس الفسائل على أعماق كبيرة أو على أعماق قليلة، مما يعرضها للموت
  • عدم ري الفسائل، بالشكل الصحيح.
  • الري الغزير للفسائل، مما يؤدي إلى اختناق الجذور وتعفنها.
  • موت القمة النامية للفسيلة.
  • الصنف الذي أخذت منه الفسيلة، تتفاوت أصناف النخيل في مقدرتها على تكوين الجذور.
  • الإصابة ببعض الآفات التي تفتك بها كسوسة النخيل الحمراء وحفارات عذوق النخيل والأمراض الخطيرة.
  • وصول مياه الري إلى ساق الفسيلة وتعفنها، شكل (7).

7