شجرة نخيل التمر Phoenix dactylifera L. من النوع     Dactylifera والجنس  Phoenix  ، وتتبع رتبة النخيليات  Arecales والعائلة النخيلية  Arecacea  ونخيل التمر أشجار ثنائية الجنس ،  فمنها أشجار مذكرة وتعطي الأزهار المذكرة أو الطلع، شكل (1)  وأخرى مؤنثة، تعطي أزهاراً مؤنثة، شكل (2)  ، ونخيل التمر أشحار معمرة، تعيش لأكثر من 150 عام، ولهذه الشجرة أهمية كبيرة في حياة الشعوب في المناطق الصحراوية منذ قديم الزمان، فقد كانت المصدر الأساسي لغذاء الإنسان ودوائه، واستخدم مختلف أجزائها في صناعة المساكن والأدوات المنزلية وحظائر الحيوانات، والتدفئة، والوقود ، وقد ازداد الإهتمام بهذه الشجرة في منطقة الخليج العربي، وأصبحت إحدى مصادر الدخل القومي، واتجهت الأنظار إلى تطوير قطاه النخيل، وزيادة الإنتاج.

تلعب عمليات الخدمة المختلفة لأشجار النخيل دوراً هاماً في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً في حال القيام بمختلف العمليات الزراعية بالشكل الصحيح وخلال الفترات المحددة لكل منها، والتلقيح ( التأبير، التنبيت  أو التذكير) من أهم العمليات الزراعية التي تساهم في زيادة كمية ونوعية الإنتاج في حال القيام بها من قبل عمال مدربين وخلال فترات محددة  من الموسم، ويعتمد إنتاج الأشجار على نجاح هذه العملية  فما هو التنبيت أو التلقيح ؟.

التنبيت أو  التلقيح: هو عملية نقل  كمية كافية من حبوب اللقاح من أزهار الأشجار المذكرة ( الفحول) إلى ازهار الأشجار المؤنثة، للحصول على  أعلى كمية ونوعية من الإنتاج ، ولا يمكن الحصول على أي انتاج في حال عدم وصول حبوب اللقاح إلى ازهار الأشجار المؤنثة، وتعطي هذه الأزهار ثماراً صغير الحجم، وصلبة، وخالية من البذور، ولها شكل خاص بها وتسمى شيص ، شكل (3)، ولا تصلح للاستهلاك البشري، وقد تسقط الإزهار بدون عقد، ونظراً لأهمية عملية التلقيح، فيجب القيام بها وفق الأسس الخاصة بها، للحصول على النتائج المطلوبة، ويمكن أن تتم هذه العملية  بالطريقة اليدوية المتبعه لدى معظم المزارعين، أو بشكل آلي وهي طريقة اقتصادية وسريعة وتوفر في الجهد والوقت واليد العاملة،  وكمية حبوب اللقاح، ويتم تنفيذها على نطاق ضيق حتى الآن، ونظراً لأهمية الطريقة اليدوية في التلقيح فسنتطرق إلى متطلبات هذه العملية وكيفية  تنفيذها، وتعطي هذه الطريقة أفضل النتائج في حال القيام بما تتطلبه ومن أعمال، والتي يمكن ايجازها بما يلي:

أولاً-  أختيار الأشجار المذكرة: يتم اختيار الأشجار المذكرة التي يجمع منها الطلع، على أن تتوافر فيها الشروط التالية:

1-أن تكون الفحول ( الأشجار المذكرة) معروفة في المنطقة ومناسبة للأصناف التي سيتم تلقيحها من هذه الأشجار المذكرة.

2- خالية من الأمراض، وتستبعد الأزهار التي تبدو عليها أية أعراض مرضية ، شكل (4)  والإصابات الحشرية المختلفة، والتشوهات على الأوراق أو الأغاريض ، شكل (5)أو الشماريخ.

2- اختيار الأصناف الجيدة من الأشجار المذكرة.

4- تعطي حبوب لقاح ذات حيوية عالية، ولها رائحة مميزة.

5- تنتج عدد كبير من الطلع.

6- يتفتح الطلع ( الأغاريض المذكرة) قبل أو خلال فترة تفتح  إزهار الأشجار المؤنثة.

7- عدم تساقط  الأزهار عن الشماريخ الذكرية عند جفافها.

8- وجود توافق بين حبوب اللقاح والأصناف المؤنثة المراد تلقيحها.

ثانياً-  الأزهار على الأشجار المؤنثة:  يتم  تلقيح لأزهار التي تتوفر فيها الصفات التالية:

• خالية من الأمراض والإصابات الحشرية والتشوهات
• لونها أبيض سمني، وتكون صالحة للتنبيت وتستبعد الأزهار ذات اللون الأخضر التي لا تصلح للتنبيت، شكل (6)،
• لم تتجاوز مدة تفتحها 3-4 أيام وبحسب الأصناف

تنمو في الأدوار الوسطى  وتستبعد الأزهار التي تنمو من حول القلب وتلك التي تنمو في الأسفل

  ثالثاً- استخدام حبوب اللقاح من الطلع الناضج :  يجب التأكد من استخدام حبوب اللقاح المستخرجة من الأزهار المذكرة الناضجة، والتي يمكن معرفتها من الصفات التالية:

• ميلان الطلع الناضج نحو الجهة الخارجية من الأشجار المذكرة ، شكل ( 7).
• سماع صوت فرقعة خفيفة عند الضغط على غلاف الطلعة المذكرة
• بدء تشقق غلاف الطلع ، ويجب عدم تركها تتشقق لمنع تطاير حبوب اللقاح من الأزهار بعد تشقق أغلفتها.

يتم جمع الطلع المذكر بعد التأكد من نضجه، وتختلف أحجام واشكال الأزهار المذكرة، وبعد جمع الأزهار الناضجة، يتم  ربط كل منها بحبل لمنع تشققها ، شكل (8) وتطاير محتوياته من حبوب اللقاح منها، و يتم فتحها وتفريد الشماريخ في مجموعات يحتوي كل منها 4-6 شماريخ ، وتنشر على قطع نظيفة من القماش أو الورق،  في أماكن مظلله وبعيدة عن التيارات الهوائية، شكل ( 9)  وتترك لمدة 3-4 أيام في أماكن مظلله وبعيدة عن أشعة الشمس أو تنشر على حبال، في غرف أو مظلله، وبعيدة عن أشعة الشمس.

رابعاً- استخدام عدد  كافي من الشماريخ الذكرية لتأمين الكمية اللازمة من حبوب اللقاح: يجب استخدام كمية كافية من حبوب اللقاح لكل زهرة مؤنثة ، وذلك بأخذ عدد من الشماريخ الزهرية الذكرية ( 6-10 شماريخ) بحسب حجم الزهرة المؤنثة المراد تلقيحها والصنف،  ونوع الأزهار المذكرة التي أخذت منها هذه الشماريخ، ويجب أن تكون هذه الشماريخ ناضجة وحديثة وتحتوي على كمية كافية من حبوب اللقاح، ويجب اختيار الأنواع الجيدة من الأشجار المذكرة ، لتلقيح الأزهار المؤنثة، فقد بينت نتائج الأبحاث تأثير حبوب اللقاح على صفات ثمار نخيل التمر، ومحتوياتها  ومواعيد نضجها .

خامساً- الأزهار المؤنثة: يجب أن تكون الأزهار المؤنثة في بداية تفتحها، أو بعد 3-4 أيام من التفتح، ويكون لونها أبيض سمني، ويفضل تلقيحها بعد تفتحها مباشرة للحصول على نسبة عقد عالية، وتفقد قدرتها على الإخصاب بعد مرور فترة تزيد عن 4أيام من تفتحها، ويتحول لونها إلى الأخضر، شكل (8).

سادساً- القيام بعملية التنبيت أو التلقيح خلال فترات محددة:  يجب القيام بعملية التنبيت خلال الفترات المشمسة من اليوم وتجنب القيام بها خلال فترات هطول الأمطار، تواجد الغيوم ، الضباب، هبوب الرياح، ارتفاع الحرارة عن 27 درجة مئوية،  أو وجود الرطوبة على الأشجار)، وتتم هذه العملية من قبل عمال مدربين بشكل جيد لتنفيذها بالطريقة الصحيحة، يصعد العامل على جذع النخلة، ويقوم بشق غلاف الزهرة المؤنثة، وقص الثلث العلوي منها، شكل (10 )  وقص الشماريخ الداخلية، شكل (11) وأخذ 6-10 شماريخ ذكرية، وهزها بالإصبع فوق الزهرة لنثر حبوب اللقاح عليها، ومن ثم وضعها بشكل متعاكس في قلب الزهرة المؤنثة، شكل (12) وربطها في الثلث العلوي منها بقطعة من الخوص، شكل (13).

تنمو الأزهار المؤنثة على دفعات على الشجرة الواحدة، لذا يجب القيام بالتلقيح عدة مرات خلال الموسم لكل شجرة لضمان تلقيح العدد المطلوب من الأزهار، ويتم فك الرباط عن الأزهار بعد 2-3 أسابع من التنبيت.