«زيكا».. رعب فيروسي جديد يجتاح العالم


2016_2_3_16_0_15_344

إعداد الدكتور / محمد سعيد ياسين الخالد

يعيش العالم اليوم وبعد مروره بتجارب صعبة مع أوبئة وجائحات مثل «أيبولا» و«إنفلونزا الخنازير» و«سارس»، مع مرض وبائي آخر يحمل اسم «زيكا»، حيث من المحتمل إصابة نحو 4 ملايين شخص بفيروس «زيكا» بنهاية العام الحالي، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، والتي بدورها أعلنت حالة الطوارئ في العالم لمواجهة الوباء الجديد.

طرق انتقال الفيروس:

اكتشف فيروس «زيكا» أول مرة عام 1947 في غابات «زيكا» بأوغندا، وسجلت أول حالة إصابة بشرية في نيجيريا عام 1954، وعلى مدى عقود لم يكن الفيروس يمثل تهديداً كبيراً على صحة الإنسان، وتجاهله المجتمع العلمي إلى حد كبير،  حيث ينتقل المرض عبر:

  • البعوضة الزاعجة المصرية (إيديس إيجبتاي)، وينقل هذا النوع من البعوض أيضاً حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس التشيكونغونيا.
  • الانتقال عن طريق نقل الدم، وعبر الاتصال الجنسي.

قابلية الإصابة:

يصيب الفيروس جميع الأعمار، إلا أن خطورته الأشد تظهر عندما يصيب الأجنة، وذلك من خلال اجتياح الجهاز العصبي أثناء مراحل تكونها في أرحام أمهاتها، حيث يوقف نمو الدماغ مؤدياً إلى صغر حجمها، كما يسبب تشوهاً في الجمجمة وتلفاً في المخ.

أعراض الإصابة بفيروس «زيكا»:

العدوى لا تسبب أعراضاً أو أضراراً دائمة  في البالغين، إلا أن الاهتمام العلمي يتركز على النساء الحوامل اللواتي يصبن بالفيروس، ومن أهم أعراض الإصابة بالفيروس:

1- الحمى.

2- الصداع.

3- الطفح الجلدي.

4- آلام في المفاصل.

5- التهاب الملتحمة واحمرار العين.
خطورة «زيكا»:

إذا أصيبت المرأة الحامل بهذا المرض فقد يؤدي إلى إنجاب أطفال يعانون من التشوه الخلقي، وصغر الرأس (مايكروسيفالي)، وهو خلل في النظام العصبي يؤدي إلى إنجاب مواليد ذوي رؤوس وأدمغة أصغر من المعتاد.

طرق الوقاية والعلاج:

حتى الآن لم يتم التوصل لعلاج للسيطرة على فيروس «زيكا»، وهناك محاولات لإنتاج لقاح للفيروس. ويتوقع العلماء أن مصل الوقاية من الفيروس قد يكون جاهزاً للاختبار في غضون عامين، لكن الأمر قد يستغرق عقداً من الزمان لكي يكون متاحاً للاستخدام، ولحين ظهور أمصال للفيروس، يركز خبراء الصحة على طرق الوقاية من الفيروس، حيث إن الطريقة الوحيدة لمواجهة الفيروس هي القضاء على البعوض بتطهير المياه الراكدة التي يتكاثر فيها، والوقاية من لدغات البعوض، كما أن هناك بعض طرق الوقاية المساندة وأهمها:

استخدام كريمات طاردة للبعوض:

يتم تغطية الجلد المكشوف بكريمات طاردة للبعوض، وينبغي وضع الكريم بصفة دورية بعد اتباع الإرشادات الموضحة على العبوة بمجرد بداية لسعات البعوض. كما ينبغي وضعها بعد كريمات الحماية من أشعة الشمس وليس قبلها، حيث يمكن أن تعمل تلك الكريمات كطبقة واقية للكريمات الطاردة للبعوض.

كما ينبغي للكريمات الطاردة للبعوض أن تكون آمنة على صحة الحوامل، كما لا بد من استشارة الأطباء المتخصصين في الحمل والولادة قبل استخدامها.

ارتداء أكمام طويلة:

وذلك عن طريق ارتداء سراويل طويلة وفضفاضة وأكمام طويلة. ويفضل أن تكون الملابس سميكة على نحو يحمي الشخص من لسعات البعوض.

كما توجد أيضاً ملابس خاصة تحتوي على مادة «بيرمثرين»، وهي عبارة عن مبيد صناعي يدخل في تركيب نسيج الملابس، وذلك قد يتوافر فقط في دول معينة. ولا ينبغي وضع أي كريم طارد للبعوض تحت الملابس، نظراً لأن الأنسجة ستمنع عملية التبخر، ومن ثم تقلل فاعليتها.

وقاية المنزل من البعوض:

ينصح بالنوم في أماكن يتوافر بها «موانع للوقاية» قدر الإمكان، مثل أبواب مغلقة ونوافذ محكمة الإقفال، فضلاً عن الشبكات السلكية للنوافذ التي تحمي من دخول البعوض.

وخلال الليل يمكن أن توفر الناموسيات حماية إضافية. والمسألة لا تتعلق فقط بالحرص مع حلول الظلام، فبعوضة «الزاعجة المصرية»، التي تحمل فيروس «زيكا»، لسعتها شديدة وتفضل ضوء النهار حتى غروب الشمس.

الحذر من النباتات الموضوعة في الأواني:

في الوقت الذي يعتبر فيه من المهم للغاية منع دخول البعوض إلى أماكن المعيشة، فمن المهم أيضاً مكافحة تكاثرها، ويعتبر الماء بيئة تكاثر مثالية بالنسبة إليها.

ويجب الحذر من المياه الراكدة التي قد تحتوي على يرقات البعوض مثل البرك والدلاء والمزهريات وأواني غذاء الحيوانات الأليفة وأقفاص الطيور والنباتات الموضوعة في أواني.

كما ينصح بتنظيف مزاريب المياه عدة مرات في الأسبوع، وتغطية خزانات المياه وأحواض السباحة حتى يجري تطهيرها بالكلور الذي يقضي بدوره على البعوض.

ومن الضروري التخلص من أية مياه راكدة لفترة تجاوزت خمسة أيام على أرض جافة، لأن يرقات البعوض ستموت بعد فترة قصيرة عندما تتبخر المياه. فكمية صغيرة جداً من المياه تكفي لبقاء البعوض على قيد الحياة، لذا يجب ألا تكون المناطق جافة فحسب، بل نظيفة بصفة مستمرة.

إحكام غلق القمامة:

يمكن أن تصبح النفايات المنزلية أيضاً ساحة لتكاثر البعوض بسبب المياه المتراكمة. وينصح الخبراء بضرورة اتباع تدابير احترازية حينما يتعلق الأمر بالتعامل مع القمامة، والتي ينبغي أن توضع في أكياس بلاستيكية مغلقة، كما يجب التخلص من الإطارات القديمة ومواد البناء الموضوعة خلف المنازل، حيث يمكن أن تصبح مأوى ليرقات البعوض، إلى جانب إمكانية استخدام أجهزة مكافحة البعوض في المنزل.

تجنب السفر:

ينصح الخبراء بتجنب السفر إلى المناطق المتضررة والمصابة بالوباء. كما ينبغي للحوامل أن يفكرن في تأجيل سفرهن إلى أي منطقة ينتشر فيها فيروس «زيكا». واستشارة جهات الرعاية الصحية قبل السفر إلى المناطق المتضررة.