الطماطم ( البندورة) أهميتها الغذائية واحتياجاتها البيئية والسمادية


%d8%b7%d9%85%d8%a7%d8%b7%d9%85

تسمى الطماطم أو البندورة،  Pomodori    بالايطالية ومعناها التفاح الذهبي  و tomatl  بالناوتيلية  ومعناها  ثمرة مورمة  وتسمى tomato  بالانجليزية ، ويطلق عليها المطيشة في المغرب ، والطماطة في العراق، وهناك تسميات أخرى لها مثل القوطه والطماطيس والتماتيس.

%d8%af-%d8%a7%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af

إعداد الدكتور / أحمد حسين السعود

 

الطماطم، نبات عشبي حولي، وهو من الخضار الهامة ، في تغذية الانسان، في مختلف دول العالم، وتطلق كلمة الطماطم على كل من النبات والثمار،  ونبات الطماطم كبير الحجم،  أزهاره صفراء، تنمو على السااق والأفرع أشعار ناعمة، وتزرع كافة أصناف الطماطم  للحصول على ثمارها ذات اللون الأحمر ، و الطعم الحمضي الخفيف، وتشير كل المراجع، إلى أن أمريكا الجنوبية، وتحديدأ البيرو، هي الموطن الأصلي للطماطم، وقام الاسبان بنشر زراعتها في  أنحاء العالم بعد احتلالهم  لأمريكا الجنوبية ، وتم نقلها إلىى أوربا عام 1519، وبدأت أمريكا الشمالية بزراعة الطماطم على نطاق واسع عام 1847، وقام الانجليز بإدخالها إلى كل من الأردن والعراق عام 1917 بعد احتلالهم لهذه الدول، وكان الاقبال عليها ضعيفاً جداً في تلك الدول، كونها نباتاً غريباً عن السكان، وبسبب الاعتقاد السائد في تلك الحقبة من الزمن ،بأن ثمارها سامة للإنسان، وبدأت دول الشرق الأوسط بزراعة الطماطم على نطاق تجاري في ثلاثينيات القرن الماضي.

يستهلك سكان العالم كميات كبيرة من الطماطم سنوياً ، وهي من أكثر الخضار استهلاكاً بعد البطاطا، وتسمى سيدة المائدة،ولا تكاد تخلو مائدة من الطماطم، سواء مطبوخة أو سلطات، فهي من الخضار الهامة في تغذية الانسان، والحفاظ على سلامة الجسم.

الفوائد الصحية

1- ثمارها  غنية بالفيتامينات اللازمة لجسم الإنسان وتنظيم التمثيل الغذائي،فهي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين سي ، ,وتزداد هذه النسبة مع تقدم موسم النمو،وطول النهار، و ارتفاع درجات الحرارة.

2- تحتوي على المعادن الضرورية  التي يحتاجها جسم الإنسان، كالحديد ،الفوسفور والكالسيوم.

3- تحتوي على كميات كبيرة من ،البروتينات ،الأليااف، الكربوهيدرات والدهون.

4- لا تحتوي على الصوديوم والكوليسترول، الضارة بالجسم.

5-تحتوي على الليكوبين الذي يحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية وحروق الشمس ، وهشاشة العظام، وحماية الخلايا من الأضرار.

6- يحتوي عصير الطماطم، على سعرات حرارية عالية، وهو فاتح للشهية.

7- مصدر هام لفيتامين ج الذي يساهم في تشكيل العظام الصحية والأسنان  عند الأجنة، ويساعد في امتصاص الحديد، وينصح بتناول عصير الطماطم من قبل النساء الحوامل.

8-تفيد في  الحفاظ على صحة القلب، وتحسين الهضم والوقاية من الإمساك، بسبب احتوائها على الألياف والبوتاسيوم وفيتامين ج والكولين ( الفوليك).

9- يحتوي عصير الطماطم على الألياف والعديد من المعادن، والكبريت والكلور لذا يفيد تناوله في تخليص الجسم من السموم والفضلات وطرد الغازات وتسهيل إخراج الفضلات ، وتنظيم  سكر الدم .

10- الحماية من سرطانات البروستات والرئة والمعدة ، بسبب احتوائها على فيتامين ج ، البوتاسيوم، الكروم، البوتين، اللوتين، والليكوبين، وهومن العناصر الدفاعية المتمثلة في مضادات الأكسدة بالجلد.

 

الاحتياجات  البيئية للطماطم

تحتاج الطماطم إلى ظروف بيئية مناسبة للحصول على أفضل إنتاج ومن العوامل التي تؤثر على إنتاجية الطماطم:

التربة

تجود زراعة الطماطم في مختلف أنواع الأتربة، وتعطي معظم أصنافها  إنتاجاً عالياً ، ومبكراً وخلال فترة قصيرة، عند زراعتها في الأتربة الرملية، الفقيرة والقلوية، شريطة إضافة كميات كبيرة من الأسمدة العضوية  لتحسين قوامها وتخفيف النفاذية، واستخدام الأسمدة الكيميائية ، لإمداد النباتات بالعناصر الغذائية اللازمة لها خلال مختلف فترات النمو، واستخدام  الأحماض العضوية التي تعمل على خفض درجة الحموضة في هذه الأتربة ، ويزداد إنتاجها في الأراضي الطينية، التي يكون الصرف فيها جيداً، بالرغم من طول فترة النمو .

فترة وشدة الإضاءة

تعد الطماطم من النباتات الصيفية في معظم البلدان، وتحتاج إلى فترة إضاءة كبيرة للحصول على أفضل إنتاج، ويقل نمو المجموع الخضري في حال تعرض النباتات لفترة إضاءة أقل من 8 ساعات يومياً ، أو عند زيادة هذه الفترة عن 16 ساعة، وتزداد كمية فيتامين ج في الثمار كلما ازدادت فترة وشدة الإضاءة ، وهناك علاقة قوية بين فترة الإضاءة وكمية الأزوت في المحلول المائي حول الجذور، وتؤثر هذه العوامل على على الإزهار والإنتاج ، فقد توقفت النباتات عن الإزهار عند تعرضها لحوالي 7 ساعات إضاءة، وأعطت نسبة عالية من الأزهار عند تعرضها لمدة 14 ساعة من الإضاءة، وعلى العكس من ذلك فلم تزهر النباتات التي تعرضت لفترة إضاءة عالية عند فقدان الىزوت من المحلول المائي حول الجذور، وتتناقص كمية الكاروتين في النباتات التي لا تتعرض  إلى إضاءة شديدة  ولمدة طويلة.

الحرارة

تحتاج نباتات الطماطم إلى درجات حرارة عالية في مختلف مراحل نموها، فهي من المحاصيل الصيفية، ويمكن الحصول على أفضل غنتاج عندما تسود درجات حرارة تتراوح بين 23-30 درجة مئوية، ويتناقص نمو البذور عند انخفاض درجات الحرارة عن هذا الحد، وتسبب درجات الحرارة المنخفضة إلى تكوين أوراق عريضة وذات لون أخضر داكن، ويتوقف النمو الخضري ، وتموت حبوب اللقاح ويفشل العقد عند انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 10 درجات مئوية، ويسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من 40 درجة مئوية إلى ، مجموع خضري ضعيف، وأوراق خضراء باهتة،  وسيقان رفيعة،  وسقوط الأزهار والثمار العاقدة حديثاً، ويؤدي الصقيع إلى حرق النباتات بشكل كامل.

الرطوبة

يسبب زيادة نسبة الرطوبة الجوية إلى انتشار الأمراض ، وضعف امتصاص الكالسيوم ، والعناصر الغذائية من التربة، وتظهر أعراض مرض العفن الزهريعلى الثمار، وقلة نسبة الأزهار العاقدة، وتنمو النباتات بشكل جيد عند توفر رطوبة جوية تتراوح بين 55-65%.

التهوية

على الرغم من أن أزهار الطماطم  خنثى، ( أي توجد المياسم والمآبر في نفس الزهرة) ،  ولا تحتاج إلى عومل مساعدة للتلقيح، كالرياح والحشرات، إلى أنها تحتاج إلى تهوية، لمنع تشكيل الرطوبة عالية ، وزيادة لزوجة حبوب اللقاح ، فيصعب انتقالها إلى مياسم الأزهار، ويفشل التلقيح، وتعمل التهوية الجيدة، إلى منع تشكيل رطوبة عالية، ويسهل التلقيح، وتزداد نسبة العقد.

ري الطماطم

تحتاج الطماطم إلى الماء،  كغيرها من الكائنات الحية، وهو المكون الأساسي لأجسام هذه الكائنات، وتحتاج الطماطم إلى كميات من الماء، تختلف  باختلاف العديد من العوامل، ومنها، ( الظروف البيئية السائدة ، قوام التربة، المرحلة الفينولوجية للنبات، نوع مياه الري…الخ) ويجب ري النباتات بشكل منتظم خلال مراحل نموها المختلفة، وتزداد كميات مياه الري مع تقدم عمر النبات، وبخاصة خلال المراحل الحرجة من عمر النبات( مرحلة الإزهار وتكوين الثمار والنضج)، ويجب عدم الإفراط في الري، فقد وجد أن  زيادة مياه الري إلى انتشار العديد من الأمراض ، وزيادة حجم المجموع الخضري على حساب الأزهار والثمار، ووتشقق الثمار وتأخير النضج،ويسبب نقص مياه الري، إلى ضعف نمو النبات، وتدني نسبة العقد، وسقوط الأزهار والثمار العاقدة حديثاً، وصغر حجم الثمار، وتدني الإنتاج، وإصابة الثمار بعفن الطرف الزهري.

تستخدم العديد من الطرق، في ري الطماطم، ويجب استخدام الطرق الحديثة لري هذا المحصول، كطريقة الري بالتنقيط، شكل (1) لما لها من أهمية في الحد من استهلاك المياه، ومنع نمو الأعشاب، وتوفير تكاليف اليد العاملة.

%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d9%82%d9%8a%d8%b7

الشكل ( 1) ري الطماطم بالتنقيط

يتناقص إنتاج الطماطم عند ريها بالمياه المالحة، وتؤدي زيادة الملوحة في مياه الري، إلى تدني الإنتاج، ويزداد هذا التدني بزيادة تركيز الأملاح في مياه الري، ويمكن ري  الطماطم بمياه تحتوي على درجة ملوحة   1600 جزء  بالمليون ويبدأ الإنتاج بالتدني بشكل خفيف مع ازدياد الملوحة في مياه الري حتى تصل إلى 6000 جزء بالمليون ويظهر التأثير واضحاً على النباتات والإنتاج عند زيادتها عن هذا الحد،  كما تؤثر درجة الحموضة على امتصاص النبات للعناصر الغذائية من التربة.

تسميد الطماطم

تحتاج الطماطم، إلى  الأسمدة العضوية والعناصر الغذائية الكبرى والصغرى والعناصر النادرة، كغيرها من النباتات، ويجب إضافة هذه العناصر إلى التربة، وبخاصة في الأتربة الرملية الفقيرة والخالية من أية عناصر غذائية،  ولا بد من الوقوف عند هذه النقطة لما لها من أهمية في زيادة الإنتاج وتحسين نوعيتة .

  • التسميد العضوي: تضاف الأسمدة العضوية النظيفة والمعقمة، إلى الأرض قبل البدء بزراعتها، وتخلط جيداً مع التربة، فهي تعمل على تأمين الوسط الملائم للأحياء الدقيقة في التربة والتي تقوم بتحليل مخلفات المواد والمركبات المختلفة، الموجودة في التربة،  فتزداد محتوياتها من العناصر الغذائية المتاحة للنبات، كما تعمل على حفظ حرارة التربة ورطوبتها ، وتأمين المادة الدبالية، وحفظ العناصر الغذائية، عدا عن دورها الهام في تحسين قوام مختلف أنواع الأتربة، فهي تعمل على  تفكيك الأتربة الثقيلة، وزيادة تماسك الأتربة الرملية، وتقليل نفذيتها للماء،  وتحسين الصفات الفيزيائية والكيمنيائية والحيوية للتربة، وتزداد معدلات التسميد العضوي في الأتربة الرملية، بالمقارنة مع ما هي علية في الأتربة الطينية. والأتربة الثقيلة، وتعد مخلفات الحيوانات والمخلفات النباتية من أهم المصادر للأسمدة العضوية.
  • التسميد الكيميائي: تحتاج النباتات ومنها الطماطم ، إلى العناصر الغذائية المختلفة ( الكبرى، الصغرى والنادرة) كما تحتاج إلى الأحماض العضوية وتضاف الأسمدة المعدنية (الكيميائية )، للتربة لتزويد النباتات بالعناصر الغذائية اللازمة لنموها ، وهناك العديد من أنواع الأسمدة المعدنية المستخدمة، في مختلف أماكن الزراعة في العالم، والتي تعمل على توفير العناصر الغذائية المختلفة بصورة متاحة للنباتات، وبخاصة العناصر الكبرى( الآزوت، الفوسفور والبوتاس) كما تحتاج النباتات إلى العناصر الصغرى،( الحديد، الزنك، المنجنيز،الماغنسيوم، الكالسيوم والكبريت، المولبيديوم ، البورون والكوبالت) بكميات أقل،وهي ضرورية للنبات في مختلف مراحل نموه، وتظهر أعراض نقصها على الأوراق والساق والثمار.
  • يضاف قسم من الأسمدة الكيميائية التي تحتوي على العناصر الغذائية  الكبرى ( الآزوت، الفوسفور والبوتاسيوم) ، قبل الزراعة( عند تحضير الأرض للزراعة) ، ومن الأسمدة التي تضاف في هذه الفترة، نترات الأمونيوم، سوبر فوسفات ثلاثي وسلفات البوتاسيوم ، أو أية أسمدة تحتوي على هذه العناصر الغذائية، وتتوافر حالياً تجهيزات تحتوي على العناصر الصغرى بالإضافة إلى العناصر الكبرى، وتضاف الكميات الأخرى بعد 20-25 يوم الزراعة، على شكل دفعات صغيرة في البداية، وتزداد كمياتها مع تقدم النبات في العمر، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار، وعند الظروف البيئية السائدة، وبخاصة درجات الحرارة، ، فتعطى كميات أقل من الأسمدة عند ارتفاع درجات الحرارة، وخلال النهار الطويل، وفي الأتربة القلوية، وعند استخدامياه مالحة لري النباتات.
  • يجب إضافة الأسمدة الكيميائية بشكل متوازن وبحسب احتياجات النبات، ومرحلة النمو، وتؤدي زيادة كمياتها إلى آثار سلبية على النبات، فزيادة النيتروجين يسبب وقف امتصاص البورون ، وموت القمة النامية للنبات، وتؤدي زيادة الفوسفور إلى ظهور أعراض نقص الحديد، كما تعمل زيادة الكالسيوم إلى تثبيط امتصاص الحديد، كما تسبب زيادة الك .
  • يمكن معالجة نقص العناصر الغذائية المختلفة عن طريق السمدة الورقية التي تستطيع الأوراق امتصاصها، وغياب علالما نقص العناصر خلال فترة وجيزة بعد المعاملة.
  • تحتاج النباتات إلى كميات كبيرة من الأسمدة الآزوتية ، التي تساعهم في نمو المجموع الخضري للنبات، وتسبب زيادة الآزوت إلى تكوين مجموع خضري قوي على حساب الثمار والأزهار، كما تصبح النباتات أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الآفات ، وبخاصة الأمراض الفطرية والحشرات الماصة.
  • يقوم الفوسفور بدور هام وحيوي في النبات، فهو يعمل على زيادة نمو الجذور وانتشارها، وتشجيع الأزهار والتبكير في النضج، وتضاف الأسمدة التي تحتوي على الفوسفور على دفعات، وبخاصة في مرحلة الإزهار وتكوين الثمار.
  • يلعب البوتاسيوم دوراً هاماً في تحسين طعم الثمار ولونها وحجمها وشكلها.
  • تتوقف إضافة الأسمدة الكيميائية قبل 15-20 يوم من نهاية الموسم.