زراعة وخدمة نباتات الكوسا


2

الكوسا من الخضار الهامة التي تنتمي للعائلة القرعية، نباتها كبير الحجم، ومتفرع، شكل (1) أزهارها صفراء وهي أحادية المسكن وتنتج الثمار من الأزهار المؤنثة، ثمارها متطاولة ومختلفة الأشكال والأحجام والألوان.

 

%d8%af-%d8%a7%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af

الدكتور / أحمد حسين السعود

 

الكوسا من الخضار الهامة التي تنتمي للعائلة القرعية، نباتها كبير الحجم، ومتفرع، شكل (1) أزهارها صفراء وهي أحادية المسكن وتنتج الثمار من الأزهار المؤنثة، ثمارها متطاولة ومختلفة الأشكال والأحجام والألوان.

1

الشكل (1) حقل كوسا وتبدو الأحجام الكبيرة للنباتات

استخدم الإنسان ثمار الكوسا في التغذية منذ آلاف السنين، في المكسيك وأمريكا الجنوبية، والتي تعد الموطن الأصلي لهذا النبات، ونقلها كريستوف كولومبوس بعد اكتشاف العالم الجديد، من موطنها الأصلي إلى أوروبا، وانتشرت منها إلى مختلف أنحاء العالم، وتوسعت زراعتها في كافة أقطار العالم، ونظراً لأهمية هذا المحصول، والإقبال المتزايد على زراعته في العالم، فقد اتجهت الجهود إلى القيام بمختلف الأعمال التي أدت إلى تحسين أصناف الكوسا، وتم استنباط العديد من الأصناف، ذات المواصفات المختلفة، من حيث شكل ولون وحجم الثمار، شكل (2)، وتحمل النباتات للظروف البيئية المختلفة، كما تم استنباط بعض الأصناف المقاومة للإصابة بالفيروسات وبعضها متحمل للإصابة ببعض الأنواع من الحشرات.

2

الشكل (2) ثمار بعض أصناف الكوسا

 

تعتبر الكوسا من النباتات الصيفية، والتي لا تتحمل درجات الحرارة ألمنخفضة وتجود زراعتها في معظم أنواع الأراضي، وتدر على المزارعين عوائد مادية عالية في معظم السنين.

تحتل الكوسا أهمية خاصة في مختلف الدول العربية، فهي من الخضار الهامة والرئيسية في صناعة العديد من أنواع المأكولات الشهية في العديد من الأقطار العربية، و تحتوي ثمارها على نسبة عالية من الماء، والألياف وهي ذات محتوى منخفض من السعرات الحرارية، لذا تستخدم في برامج تنحيف الأجسام، كما أنها غنية بالفيتامينات والدهون والأملاح المعدنية وبعض المعادن الهامة للجسم ومنها (الفوسفور، المنجنيز، الكالسيوم، الحديد، الكبريت و البوتاسيوم ) فهي من النباتات التي تستخدم في تقوية جهاز المناعة في الجسم، وفي علاج بعض الأمراض التي تصيب الإنسان وعلى سبيل المثال لا الحصر، تفيد بذورها في طرد الديدان من الجسم، ويستخدم عصيرها لمعالجة الإمساك، وتعمل على تنشيط الكبد ومقاومة اليرقان، وتخفيف حرارة الجسم، وتساعد على خفض ضغط الدم، وتستخدم كملين للمعدة والإمعاء، وعلاج بعض الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز البولي والأورام، والعديد من الأمراض الأخرى.

زراعة الكوسا

يتطلب نجاح الزراعة لأي نبات، تهيئة المرقد المناسب للبذرة أو الشتلة أو العقلة… إلخ، ويساعد تهيئة الأرض بالشكل الصحيح على نجاح زراعة الكوسا، والتي تزرع بذورها بعد تحضير الأرض للزراعة، وتتم هذه العملية كما يلي:

حراثة الأرض وتسويتها

تحرث الأرض حراثة عميقة لكسر الطبقات الصلبة، وقلب التربة وتعريضها لأشعة الشمس، والقضاء على الحشرات المتعذرة في التربة، وتعريض العذارى للظروف البيئية التي لا تناسبها، شكل (3).3

الشكل (3) حراثة عميقة للتربة لتحضيرها للزراعة

وتحرث حراثة ثانية بعد 2-3 أيام من الحراثة الأولى، بمحراث يعمل على تسوية الأرض، وتسهيل تقسيمها ومد أنابيب الري، شكل (4).

 4

الشكل (4) تسوية الأرض

تخطيط الأرض

تخطط الأرض وتترك مسافات لا تقل عن متر بين خطوط الزراعة، ويتم مد أنابيب الري، بعد تحديد المسافات بينها من طرفي المساحة المراد زراعتها، شكل (5)، وتترك مسافة لا تقل عن 70 سم بين النباتات على الخط الواحد (بين القطارات)، بسبب كبر حجم نباتات الكوسا واحتياجها إلى مساحات كبيرة تشغلها خلال فترة نموها، ولمنع الإضرار بالنباتات من قبل العمال أثناء القيام بالعمليات الزراعية المختلفة وبخاصة جمع الثمار.

5

الشكل (5) تخطيط الأرض للزراعة ومد أنابيب الري

تعليم أماكن الزراعة

توزع القطارات أو النقاطات، على أنابيب الري، ويتم ري الأرض لتحديد أماكن الزراعة، والقيام بعمل حفر لا تقل أقطار الواحدة منها عن 30 سم وبعمق لا يقل عن 20 سم، حول ألنقاطات، بعد تحديد هذه الأماكن بواسطة مياه الري، وتضاف الأسمدة العضوية النظيفة والمتخمرة، وبمعدل حوالي 1 كيلوغرام في كل حفرة، شكل (6).

 6

الشكل (6) تحديد أماكن الزراعة وإضافة السماد العضوي المتخمر والنظيف

إضافة السماد الكيميائي

يضاف السماد الكيميائي وبمعدل 20-= 30 غراماً سوبر فوسفات أحادي و 20-30 غراماً سماد مركب 18-18-18-5، وتخلط هذه الأسمدة جيداً مع السماد العضوي، ثم تروى الأرض، وتخلط السمدة ثانية، ويتم دفن السماد بشكل جيد، شكل (7) .

7

الشكل (7) خلط السماد العضوي والكيميائي بشكل جيد

الزراعة

تزرع البذور، وبمعدل 1-2 بذرة في الحفرة من الأصناف المختلفة، وتروى الأرض بشكل جيد بعد الزراعة مباشرة، ويتم الري بشكل دوري، بحسب حالة الجو، وتزداد معدلات الري كلما تقدم عمر النبات.

تغطية النباتات

يتم تغطية الخطوط المزروعة بواسطة، قماش خفيف ناعم، يمنع دخول الحشرات، شكل (8)، وتبقى النباتات تحت هذا الغطاء لمدة حوالي 25 يوماً لمنع تعرضها للإصابة بالحشرات وبخاصة الذبابة البيضاء التين تتغذى بالعصارة النباتية وتنقل الأمراض الفيروسية، ويتم رفع الغطاء بشكل تدريجي بعد حوالي 25 يوماً من الإنبات، لتسهيل تلقيح النباتات ومراقبتها، واجراء عمليات الخدمة المختلفة لها، للحصول على أعلى إنتاج.

8

الشكل (8) تغطية خطوط الزراعة بالقماش الواقي

الترقيع

يتم زراعة بذور جديدة في الأماكن التي لم تنبت فيها البذور المزروعة نتيجة أي عامل من العوامل، أو موتها.

التفريد

يتم ترك نبات واحد (النبات القوي) في الحفرة للحصول على نباتات قوية وثمار جيدة، ويزال النبات الضعيف وذلك بعد 7-8 أيام من الزراعة.

التسميد

تضاف أسمدة آزوتية، للنباتات في بداية نموها، وتعطى الدفعة الأولى بعد 8-10 أيام من الإنبات، وبمعدل حوالي 1 كيلوغرام لكل دونم، وتزداد هذه الكمية كلما تقدم النبات بالعمر، ويعطى السماد المحتوي على العناصر الغذائية الرئيسية (الآزوت، الفوسفور والبوتاسيوم) بعد 20-25 يوماً من الإنبات وبالتبادل مع السماد الآزوتي اللازم للنمو الخضري، كما تضاف الأسمدة المحتوية على العناصر الصغرى والعناصر النادرة وبمعدلات صغيرة وبحسب حاجة النبات ومحتويات التربة، ويفضل استخدام الأسمدة الذوابة في الماء، والتي تضاف مع مياه الري، لتقليل التكاليف، والاستفادة القصوى من الأسمدة المضافة، ويوقف التسميد قبل 20 يوماً من نهاية عمر المحصول.

التعشيب

تنمو العديد من أنواع النباتات في أماكن زراعة الكوسا، وتقوم هذه النباتات بمنافسة المحصول على الماء والسماد، كما تنافسها على المساحات التي تشغلها، لذا يجب التخلص من كافة النباتات التي تنمو في أماكن الزراعة.

جمع المحصول

يتم جمع المحصول بعد حوالي 35 يوماً من الإنبات، وتقطف الثمار، في الصباح الباكر، وتجمع في عبوات بلاستيكية أو خشبية نظيفة، ويجب عزل الثمار المصابة بأية آفات (حشرات، أمراض) والتخلص منها. وتغطى الصناديق بعد تعبئتها بواسطة غطاء قماشي لمنع إصابتها بالحشرات، ويتم جمع الثمار كل يومين، لأنها سريعة النمو، وتفقد قيمتها التسويقية عند كبر حجمها، ويفضل المستهلك الأحجام الصغيرة من الكوسا.

مكافحة الآفات

تتعرض الكوسا كغيرها من النباتات، لفتك العديد من الآفات والتي تودي بها في مراحل نموها الأولى في حال الإصابات الشديدة، وعدم مكافحتها، ومن أهم هذه الآفات:

  • الحشرات: تهاجم الكوسا العديد من الحشرات التي تتغذى بمختلف أجزاء النبات، ومن أهم هذه الحشرات:
  • الذبابة البيضاء: من الحشرات الهامة، شكل (9) وهي حشرة ثاقبة ماصة، تهاجم النبات في مختلف مراحل نموه، وتشكل هذه الحشرة تهديداً حقيقياً للكوسا ومجموعة كبيرة من العوائل النباتية المختلفة، وتقضي على المحصول في حال الإصابة في مراحل النمو الأولى، فهي نشيطة وتتكاثر بسرعة، وتعطي حوريات، تمر بعدد من الأطوار، وتتغذى الحشرة الكاملة والحوريات بالعصارة النباتية،وتفرز الندوة العسلية التي تنمو عليها الفطريات فتمنع تنفس الأوراق والتمثيل الضوئي وتموت الأوراق والأجزاء المصابة في كثير من الحالات، ولعل نقلها للأمراض الفيروسية المختلفة، هو الأخطر على النبات الذي يصاب بالفيروسات، شكل (10)، كما تظهر أعراض الإصابة بالفيروسات على الثمار، شكل (11)

 9

الشكل (9) الذبابة البيضاء

10

الشكل (10) أعراض إصابة بالأمراض الفيروسية على الكوسا

 11

الشكل (11) أعراض الإصابة بالفيروسات على ثمار الكوسا

 

تكافح الحشرة باستخدام الغطاء الواقي للنبات في بداية النمو، ورش المبيدات قليلة السمية وذات فترة الأمان القصيرة، لأن ثمار الكوسا تجمع كل يومين، ويراعى اختيار المبيدات ذات فترة الأمان القصيرة أو التخلص من الثمار في حال استخدام مبيدات ذات فترات أمان أكثر من 3 أيام.

  • ذبابة ثمار القرعيات: تصيب ذبابة ثمار القرعيات، شكل (12)، عدداً كبيراً من العوائل النباتية وتوجد على مدار السنة في أماكن متعددة من العالم، وتسبب أضراراً كبيرة للنباتات التي تصيبها، نتيجة وضعها البيض تحت قشرة الثمار، وتغذية اليرقات الفاقسة بمحتويات الثمرة، وتخريبها، شكل (13).

12

الشكل (12) ذبابة ثمار القرعيات

13

الشكل (13) أضرار ذبابة ثمار القرعيات على ثمار الكوسا

تكافح الحشرة بالتخلص من الثمار المصابة وعدم تركها على النباتات أو في الحقل، وبمنع وصولها إلى النباتات، واستخدام المصائد الفيرمونية الجنسية لجذب الذكور ومنعها من التزاوج، ويراعى توزيع المصائد حول الحقول وبعيدة عن النباتات، وهناك العديد من أنواع المصائد والفيرمونات الجاذبة للحشرة، والتي تستخدم على نطاق واسع في مختلف حقول عوائل الحشررة.

  • حافرات الأنفاق: تصيب حافرات الأنفاق النبات في مختلف مراحل نموه، وتقوم اليرقات بحفر أنفاق متعرجة بين بشرتي الورقة، وتتغذى بمحتوياتها، شكل (14) وتجف هذه الأماكن وتموت، فتقل عملية التمثيل الضوئي ويضعف النبات، وقد تمتد هذه الأنفاق على مساحات كبيرة من الأوراق المصابة، وتجف الأوراق.

 14

الشكل (14) إصابة أوراق الكوسا بحافرات الأنفاق

تكافح الحشرة بمنع وصولها إلى النباتات وبخاصة في مراحل النمو الأولى، باستخدام الغطاء الواقي، واستخدام المبيدات المتخصصة في بداية الإصابة.

  • العناكب: وهي حيوانات تختلف عن الحشرات وغالباً ما تتم دراستها مع مجموعات الحشرات التي تهاجم أياً من النباتات، وتهاجم الكوسا عدة أنواع من العناكب وتسبب جفاف الأوراق وموتها في حال الإصابة الشديدة نتيجة التغذية بالعصارة النباتية، وتكافح العناكب باستخدام المبيدات المتخصصة وتنجح المكافحة في حال القيام بها في بداية الإصابة.

الأمراض

تصيب الكوسا عدد من الأمراض وتسبب لها خسائر كبيرة في بعض الأحيان، ويعد البياض الدقيقي، شكل (15) من الأمراض الهامة التي تصيب الكوسا ،يكافح البياض الدقيقي باستخدام المبيدات المتخصصة، ويراعى اختيار المبيدات التي لها فترة أمان قصيرة.

15

الشكل (15) البياض الدقيقي على أوراق الكوسا