المخصّبات الزراعية.. الآثار السامة وكيفية التعامل مع حالات التسمّم وتجنّبها


fertilize

بالرغم من أن البشرية عرفت واستعملت المخصبات الزراعية أو ما يعرف بالأسمدة منذ زمن بعيد، إلا أن الاهتمام بها تزايد بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة. الأسباب التي أدت إلى ذلك الاهتمام هو الاتجاه إلى زيادة الرقعة الزراعية لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، وكذلك لسد الفجوة الغذائية التي تحاصر كثيراً من أقطار العالم، وللحد من المشكلات الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن انتشار المجاعات. كما أن ربط عدد من المشكلات الصحية والأمراض بالأسمدة زاد من هذا الاهتمام.

 IMG_0350

إعداد الدكتور أمجد إبراهيم مصطفى
أستاذ العقاقير الطبية والسموم
كلية دبي للبنات – قسم العلوم الصحية
كليات التقنية العليا
amustafa@hct.ac.ae

                                        

المخصبات الزراعية وأنواعها

المخصبات الزراعية هي مواد كيميائية تضاف للتربة لزيادة الخصوبة. تحتوي الأسمدة على أنواع متعددة من المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها النبات لينمو بصورة سليمة وسريعة لكي يعطي إنتاجية عالية. تقسم المخصبات الزراعية إلى عدة أنواع من أهمها: الأسمده النيتروجينية، الأسمدة الفسفورية، الأسمدة البوتاسية، أسمدة معادن أخرى إضافة للأسمدة العضوية. وهذه الأخيرة تتضمن عدة أنواع من أهمها: الميكروبين، النيتروبين والريزوباكترين. تمتاز الأسمدة العضوية بعدة مزايا من أهمها الحد من التلوث البيئي وإعادة التوازن البيولوجي.

الآثار السامة للمخصبات الزراعية

بالرغم من أن المخصبات الزراعية أثبتت فاعليتها في زيادة الإنتاجية، إلا أن آثارها السامة، والتي كشف عنها في عدد من البحوث والدراسات دقت ناقوس الخطر، بل أكثر من ذلك غيرت كثيراً من العادات والتقاليد الزراعية والغذائية. حديثاً وجد أن الآثار السامة للأسمدة تتضاعف حينما تخلط هذه المواد مع المبيدات الحشرية، والتي يتم استعمالها لنفس أغراض الأسمدة. لقد اكتشف العلماء المختصون في هذا المجال أنه عندما تدخل هذه المواد جسم الإنسان أو الحيوان فإنها تحدث عدداً من التغيرات في أجهزة الجسم كجهاز المناعة، وجهاز الغدد الصماء والجهاز العصبي. كذلك أثبت أنها تؤثر في نمو الأطفال.

من أنواع المخصبات الشائع استعمالها مادة اليوريا، والتي ينتج عنها مادة الأمونيا السامة. وجد أن اختلاط اليوريا بالتربة يؤدي إلى عدد من الظواهر البيئية كالأمطار الحمضية، وتلوث المياه الجوفية ونفاد الأوزون، وذلك نتيجة لإنتاج غاز النيتراس أوكسايد. وارتبط تلوث المياه الجوفية والتي يستعملها الإنسان والحيوان بعدد من الأمراض كسرطانات المعدة والخصية، وأمراض الغدة الدرقية والتشوهات الخلقية.

أعراض التسمّم بالأسمدة

يمكن أن تكون الأسمدة خطرة على الناس والحيوانات من خلال ملامسة الجلد، والاستنشاق، أو الابتلاع العرضي.

أعراض التسمم بالمخصبات الزراعية هي:
  1. تحول عدد من أعضاء الجسم كالأيدي والأظافر والشفاه إلى اللون الأزرق نتيجة للنقص الحاد في الأكسجين.
  2. الدوخة والإغماء
  3. التشنجات العصبية
  4. قصر التنفس
  5. انخفاض ضغط الدم
  6. تقلصات وآلام في المعدة
  7. احمرار وحكة وحرقة في الجلد
  8. حرقة في العينين والأنف والحلق.

كيفية التعامل مع حالات التسمّم بالأسمدة

عموماً تعتبر الأسمدة الفاسدة من المواد السامة الأقل خطورة عند التعرض لكميات قليلة منها، ولكنها تصبح أشد فتكاً عندما تكون بكميات كبيرة. لذلك يجب التعامل مع حالات التسمم بكل حرص وحذر.

الخطوات التي يجب اتباعها هي:
  1. الاتصال الفوري بالسلطات الصحية (للتعامل مع الحالة بأسرع ما يمكن، ويجب على الشخص المتصل أن يكون على دراية بعمر ووزن وحالة المصاب، اسم السماد، زمن وقوع الحالة، وكمية السماد المأخوذة).
  2. لا يجب أن يجبر المريض على إرجاع ما في جوفه إلا بأمر المسعف الطبي.
  3. إذا لامس السماد الجلد أو العيون يجب غسل هذه الأماكن بكميات كبيرة من الماء لمدة 15 دقيقة على أقل تقدير.
  4. إذا ابتلع الشخص السماد يجب إعطاؤه بعض السوائل كالماء أو الحليب إذا سمح بذلك المسعف الطبي. ولا يجب أن يعطى السوائل في حالات الغثيان والتشنجات ونقص الانتباه والتركيز.
  5. إذا استنشق الشخص السماد فيجب أن ينقل لمكان يوجد فيه هواء نقي.
في خلال فترة العلاج والتداوي يقوم الطبيب المعالج بقياس بعض العلامات الحيوية كدرجة حرارة الجسم، النبض، معدل التنفس وضغط الدم.

 نصائح وإرشادات عامة للحدّ من التسمّم بالمخصبات

لا يكفي أن نعرف نظرياً فقط أنواع المخصبات الزراعية والآثار السامة التي يمكن أن تنتج عنها في حالات التسمم، لأن ذلك لا يمثل حلولاً مناسبة، بل يجب أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذه المواد النافعة والخطرة. من الإرشادات والنصائح العامة التي يجب مراعاتها:

  1. إذا كانت الآبار هي مصدر المياه فيجب إجراء اختبارات للمياه بصورة منتظمة ودورية في معامل معترف بها وذات سمعة طيبة.
  2. معرفة المزارع التي نتعامل معها من حيث استعمالها للمخصبات الزراعية والطرق الزراعية المتبعة.
  3. معرفة أعراض التسمم ومعرفة الأماكن التي يتم فيها التعامل مع حالات التسمم بالأسمدة.
  4. النهوض بالزراعة العضوية والمستدامة.