قرار بالتوقف عن إصدار مجلة مزارع لفترة غير معلومة.. وذلك اعتباراً من بداية أغسطس 2017.. ليكون العدد الحالي رقم (29) والصادر في يوليو 2017 هو العدد الأخير.. وحتى إشعار آخر..
مسيرة «مَزارع » في 3 سنوات – كيف بدأنا .. ولماذا نتوقف؟
كلمة رئيس التحرير للعدد الأخير
العدد الأخير .. 29 كلهم أبنائي
أكتب كلمة هذا العدد ويلوح بخاطري بدايات إصدار مجلتكم «مزارع» التي كانت مجرد فكرة، صقلتها دراسة متعمقة قمت بها في محيط المجال الإعلامي على مستوى الدولة، وتأكدت حينها من وجود حاجة ماسة لإصدار مجلة شهرية متخصصة في إماراتنا الحبيبة، تعنى بشؤون الزراعة والثروة الحيوانية والبيئة.. ومن خلالها نسلط الضوء على القضايا التي تهمّ المزارع الإماراتي ومربي الماشية، ونقل المعارف بينهم، للنهوض بهذه القطاعات المهمة المؤثرة بشكل إيجابي على اقتصاد الدولة.
وبدأت مسيرة العمل الجاد وأضحت الفكرة واقعاً ملموساً، وبحمد الله، صدر العدد الأول من مجلة «مزارع» في مارس 2015، وكانت رؤيتها واضحة بأن نكون جزءاً فاعلاً في مسيرة التنمية الشاملة بالدولة، وضمن رؤية الابتكار 2021، ساعين لاستشراف المستقبل من خلال تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي.
تطورت المجلة عاماً بعد عام، وسعدنا برد الفعل الإيجابي من الشركاء والمهتمين في تلك القطاعات، وكذلك القراء من الجمهور الكريم الذي لم يبخل علينا بآرائه سعياً لنكون أفضل.. فقدّمنا رسالة إعلامية متميزة وهادفة.. مما مكّننا من تحقيق سمعة طيبة وانتشار واسع.. ونجحنا في أن نصبح الدليل الإرشادي الزراعي والحيواني والبيئي الأول والأوحد بالدولة.
29 عدداً من مجلة «مزارع».. كلهم أبنائي.. فهم ثمرة 3 سنوات من الجدّ والاجتهاد والمثابرة والتحدي من أجل البقاء، في ظل ما نواجهه من صعوبات.. فقد جفّت المنابع التي كانت تعيننا على الاستمرار، بسبب قلة الموارد وتراجع نسبة الإعلانات بالمجلة.
بكل أسف أقول إنه يعزّ عليّ.. ويحزّ في نفسي.. أن أشاهد المجلة وهي تتعثّر وتلفظ أنفاسها الأخيرة، خاصة بعد استنزاف مواردها المالية التي تعتمد بنسبة أكثر من 95% على الدعم الشخصي لي بصفتي صاحبها ورئيس تحريرها.
فعلى الرغم من أهمية الرسالة الإعلامية المتخصصة والفريدة للمجلة، ودورها كشريك إعلامي فاعل ومؤثر يؤدي رسالة هادفة تخدم الوطن والمواطن في مسيرة التنمية بالدولة، لاهتمامها بقضايا الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. وبعد النجاح الذي حققته المجلة ووصولها إلى شريحة كبيرة من المستهدفين والمتابعين في جميع أنحاء الإمارات بنسختيها الورقية والإلكترونية، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. فإنه يحزنني القول إن «مزارع» لم تلقَ الدعم الكافي المتوقع من جهات مختلفة.. لتصمد أمام التحديات المادية التي تواجهها.. فقد استنفدت كل محاولاتها المستميتة لتعديل وضعها المالي حتى تبقى وتستمر.
ومن أصعب القرارات الممكن اتخاذها في مثل هذه الظروف.. قرار التوقف عن إصدار المجلة لفترة غير معلومة.. وذلك اعتباراً من الشهر القادم.. ليكون العدد الحالي رقم (29) والصادر في يوليو 2017 هو العدد الأخير.. وحتى إشعار آخر.. عند تحسن الوضع بإذن الله.
كل الامتنان لمن وقفوا معنا مادياً ومعنوياً، وحفزونا على المثابرة والاستمرار على مدار ثلاثة أعوام متتالية، من الشركاء الاستراتيجيين: وزارة التغير المناخي والبيئة، مركز خدمات المزارعين بأبوظبي، جهاز الرقابة الغذائية، بلديات الدولة.
وكذلك نخص بالشكر كلاً من إدارة شركة جنان، ومصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية، ومجمع كليات التقنية العليا.
ولا نغفل هنا كل من كان لديه رغبة صادقة في التعاون مع المجلة، وساهم في إمدادنا بمقالات وموضوعات متخصّصة من أطباء بيطريين ومهندسين زراعيين وأكاديميين.. ممن كان لمشاركاتهم عظيم الأثر في تعميق المحتوى العلمي والفكري للمجلة.
نشكركم جميعاً على كل ما قدّمتموه لنا.. وأدام الله عطاءكم.. سائلين المولى عزّ وجلّ، أن يوفّقكم دائماً لما فيه الخير.