شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، المحاضرة التي ألقاها الدكتور كاليب هاربر، مدير مبادرة الزراعة المفتوحة بمختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بعنوان «الغذاء في ظل التكنولوجيا الرقمية.. الثورة الزراعية الرابعة»، وذلك بمجلس سموه بقصر البطين في أبوظبي، بحضور عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.
أشاد المحاضر بعد زيارته لعدد من المشاريع الزراعية بالدولة التي تتبع معايير ذكية في الإنتاج، خصوصاً زراعة الخضراوات، بالتطورات التقنية التي شهدها القطاع الزراعي في الإمارات، مؤكداً أن سعيها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل الزراعية الغذائية عبر توظيف الذكاء الصناعي والأبحاث ذات الصلة، مؤكداً أهمية إدارة الموارد وتبادل الخبرات والبيانات واستخدام التقنيات الرقمية المتطورة في الزراعة، مما يشير إلى الوعي الذي تمتلكه الدولة إزاء التحديات التي يشهدها القطاع الزراعي عالمياً.
تضمنت المحاضرة العديد من المحاور المهمة التي تلعب دوراً كبيراً في صياغة مستقبل الزراعة الحديثة والمعتمدة على التكنولوجيا الرقمية، وعلى آليات تسخير التكنولوجيا البيولوجية والتكنولوجيا الحيوية القائمة على الاستشعار، وتحرير الجينات لخدمة ما أطلق عليه اسم الثورة الزراعية الرابعة والمعتمدة توظيف الذكاء الصناعي والريبوتات والأتمتة لخدمة الزراعة، حيث يتم تطويع البيئة والجينات الوراثية للنباتات لإنتاج كمية من المحاصيل الزراعية في بيئات مختلفة وبفترة زمنية أقل.
المزارع الرقمي
وأشار المحاضر إلى دراسة أجراها عن المزارع الرقمي، اعتمد فيها على فكرة إنشاء شبكة للمزارعين حول العالم تتسع لمليار إنسان، ويمكن لجميع البشر أن يكونوا أعضاء فيها كمزارعين فاعلين يزرعون ويحصدون ويقومون بأعمال كثيرة كما لو أنهم في مزرعتهم، وذلك من خلال شبكة معلومات كبيرة تزودهم بالتعليمات، وتحيطهم بالأفكار اللازمة ليكونوا بعد ذلك منتجين يوميين، ولا يخشى على مستقبلهم الغذائي، ويمكن على المدى البعيد أن تؤمن المستقبل الغذائي للبشرية، وحث على الثقة في مثل هذه الأطروحات باعتبارها الحل الوحيد للوفاء باحتياجات الغذاء للبشر.
وتوقع أن يتم إنتاج ما بين 30 و40 في المائة من المحاصيل التي تحتاجها الدول من خلال شبكة المزارعين التي يجري العمل عليها في الوقت الحالي، مشيراً إلى أهميتها، والتي تستطيع على المدى البعيد أن تؤمن المستقبل الغذائي للبشرية، وحث على الثقة في مثل هذه الأطروحات باعتبارها الحل الوحيد للوفاء باحتياجات الغذاء للبشر، وتكون مسؤولة عن إطعام 8 مليارات إنسان في العام 2050 وتستطيع الإيفاء باحتياجاتهم وتوفير الغذاء الصحي والمفيد لهم.
كما طرح بعض الحلول التي يجب على المجتمعات وحكومات البلدان تبنيها لخلق مصادر جديدة للغذاء وتنويعها لتأمين احتياجاتها من الغذاء في المستقبل.
وأفاد أن الدول يجب أن تدرك جيداً ماذا نزرع وكيف نزرع ولمن، حيث إن دول العالم انتبهت خلال السنوات الخمس الأخيرة لمسألة الأمن الغذائي، وأصبح صنّاع الغذاء يدركون الخطر الذي يداهم مستقبل الأجيال المقبلة ويهدد حياتهم، مما يستدعي صياغة سياسات جديدة للغذاء تتحكم بإنتاجه وتصنيعه وتصديره واستهلاكه، موضحاً أنه على الرغم من الإنفاق على الأبحاث الزراعية الحديثة إلا أن الحلول الزراعية قليلة حتى الآن، حيث تم إنفاق نحو 20 مليون دولار على الأبحاث في العام 2014، و40 مليوناً في العام 2015، و60 مليون دولار على الأبحاث الزراعية التي باءت معظمها بالفشل.
ثلاثة نماذج لتصاميم زراعية رقمية
وفي معرض رده على أسئلة الحضور أكد د. هاربر أنه بفضل استخدام التكنولوجيا الرقمية في الزراعة فإن 30-40% من المحاصيل الزراعية ستتم زراعتها في المدن والمناطق المحيطة بها، الأمر الذي يساعد في وصول الطعام إلى المستهلك في وقت سريع.
ورداً على مدى إمكانية بناء نموذج رقمي وحاسوب زراعي لأشجار التمر، قال إنه من الممكن زراعة أشجار النخيل في صناديق صغيرة وإنتاج التمور في المستقبل، مؤكداً أنه في الوقت الحاضر تم الوصول إلى 3 نماذج لتصاميم زراعية رقمية، وهي التبغ والذرة والصويا، ونموذج رابع يجري العمل عليه لإنتاج البندورة.
وأضاف أن الأمر المهم في هذا الجانب هو معرفة تفاصيل النباتات الزراعية، ومن ثم تصميم حاسوب رقمي لكل نوع من النباتات، لتظل الزراعة حواراً بين العالم الطبيعي والعالم البشري واحتياجاته، ما يساعد على خلق جديد مع النباتات للوصول إلى نباتات أكثر ذكاء.
وأشار إلى استخدام الهندسة الجينية لإنتاج محاصيل بشكل أفضل، موضحاً أن أكثر من 150 عالماً في مجال الزراعة من الحاصلين على جائزة نوبل، وقعوا في وقت سابق على عريضة تتضمن عدم إحداث تغييرات في جينات النباتات، وإنما التركيز على طريقة التعامل مع الجينات وصولاً إلى نتائج أفضل.