تدوير المخلفات الزراعية واستدامة الموارد وأثرها البيئي الإيجابي


OLYMPUS DIGITAL CAMERA

تشغل الاستدامة بال الكثير منا عند النظر للمستقبل، وعندما نتناول مفهوم الاستدامة نجد أنه مصطلح بيئي يصف كيفية الحفاظ على الموارد الحيوية منتجة مع مرور الوقت. والاستدامة بالنسبة للإنسان هي القدرة على حفظ نوعية الحياة التي يعيشها على المدى الطويل، وهذا بدوره يعتمد على حفظ البيئة الطبيعية والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية (تربة، مياه، كائنات حية)، ويشمل مفهوم الاستدامة أيضاً القدرة على استرجاع أكبر قدر ممكن من مخلفات الأنشطة البشرية، أو مخلفات صلبة، أو زراعية أو صناعية أو سوائل الصرف وغيرها، وتعتبر المخلفات الزراعية ثروة قومية مهملة في البلدان العربية، حيث يمكن إعادة تنظيم وتدوير هذه المخلفات الزراعية في إنتاج الأعلاف والأسمدة والطاقة الحيوية، بدلاً من العبء الذي تتحمله الدول في التخلص من هذه المخلفات دون الاستفادة منها.

سد الفجوة الغذائية للحيوانات:

نظراً لما يمكن أن تقوم به هذه المخلفات فى سد الفجوة الغذائية للحيوانات، فقد توصل البحث العلمي إلى إمكانية إيجاد أعلاف بديلة من المخلفات الزراعية، من خلال تقطيعها وإثرائها ببعض المركبات الكيماوية، وإنتاج أعلاف غير تقليدية لتغطية العجز الحالي في الأعلاف، وخاصة أن المتاح من المخلفات الزراعية يمكن تخصيص جزء منه في تصنيع أعلاف غير تقليدية تغطي الفجوة الموجودة في الأعلاف الحالية. ولقد أجريت بحوث مكثفة لاختيار أنسب المعاملات لزيادة القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية غير المستغلة حالياً فى تغذية الحيوانات، وذلك على مستوى الدولة، على أن تكون هذه المعاملات سهلة وميسورة للمزارع مع تحاشي التكنولوجيا التي تحتاج إلى مهارات كبيرة فى التطبيق، وأن تتم بتكاليف مناسبة وفي متناول المزارعين ومربي الحيوانات، ولا يؤدي تنفيذها إلى مخاطر صحية، سواء للحيوان الذي سيتغذى عليها، أو الإنسان الذي سيتغذى على ألبان ولحوم هذه الحيوانات.

ثروة عظيمة:

تعتبر البقايا النباتية والحيوانية ثروة عظيمة وكبيرة لا يستغلها المزارعون والمربون الاستغلال الأمثل، نظراً لنقص الوعي لدى معظم الأفراد، أو عدم المعرفة بالوسائل التي يمكن من خلالها تحويل هذه المخلفات أو البقايا النباتية إلى أشياء نافعة، مثل استنبات وإنتاج الأعلاف الخضراء على تلك البقايا النباتية والحيوانية، والتي يتخلص منها الإنسان بالتجفيف أو التغذية للحيوانات بصورة مباشرة.

المخلفات الزراعية والحيوانية:

تعرف المخلفات الزراعية بأنها كل ما ينتج على هامش الإنتاج الزراعي والحصاد والتعبئة والتسويق، ويمكن تقسيم المخلفات الزراعية إلى:

1- مخلفات الإنتاج: وهي جميع المخلفات التي تنتج خلال مراحل الإنتاج الزراعي وتنقسم إلى:

– مخلفات إنتاجية من أصل نباتي: وهي التي تنتج خلال مرحلة الزراعة والحصاد والتعبئة والتوزيع، وهذا النوع من المخلفات فقير بالبروتين.

– مخلفات إنتاجية من أصل حيواني: وهي عبارة عن فضلات الحيوانات والطيور أثناء وجودها في المزارع أو محطات الإنتاج، وهي تتميز بنسبة بروتين مرتفع.

2- مخلفات التصنيع الزراعي: وتنقسم هذه المخلفات إلى:

– مخلفات التصنيع الزراعي نباتية المصدر: وتشمل مخلفات المصانع والمطاحن والمضارب.

– مخلفات التصنيع الزراعي حيوانية المصدر: وتشمل مخلفات المجازر ومخلفات مصانع الألبان والأسماك.

3- مخلفات مختلطة: وهي عبارة عن مخلفات مختلفة ومتنوعة ناتجة من المطاعم وأسواق الجملة، وهذه المخلفات تحتوي على قيم غذائية وتخضع لعوامل كثيرة.

طرق الاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية:

– إنتاج غذاء للإنسان.

– إنتاج علف للحيوانات والطيور.

– إنتاج البروتين الغذائي.

– إنتاج الوقود الحيوي.

– إنتاج السماد العضوي.

– صناعات الورق والكرتون.

الأهداف:

– تخفيض معدلات التلوث البيئي الناشئ عن حرق البقايا النباتية وتصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون – أول أكسيد الكربون وغازات أخرى، مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتالي زيادة ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض وظهور السحابة السوداء.

– تخفيض معدلات استخدام الأسمدة الصناعية-الكيماوية مثل اليوريا وغيرها، وذلك بالاتجاه إلى الزراعات العضوية والخالية من المبيدات الكيماوية.

– زيادة دخل المزارعين نتيجة لزيادة إنتاجية الأراضي وتخفيض معدلات استخدام الأسمدة المعدنية والصناعية، وكذلك انخفاض معدلات استخدام المبيدات الكيماوية.

– قطع دورة حياة الكثير من الحشرات التي تعيش داخل تلك النفايات.

– زيادة إنتاجية وخصوبة الأراضي نتيجة استخدام الأسمدة العضوية الغنية بالمواد العضوية.

– إقامة بعض الصناعات الصغيرة على البقايا النباتية.

– الحفاظ على البيئة من التلوث الناشئ عن تراكم المخلفات والبقايا النباتية والحيوانية.

أثر تدوير المخلفات الزراعية في البيئة:

– التخلص الآمن والصحي من المخلفات والاستفادة منها اقتصادياً.

– التخلص من الحشرات وأطوارها التي تعيش على المخلفات.

– التخلص من الإشعاعات الناتجة من تحلل عناصر المركبات العضوية.

– المحافظة على التركيب البنائي للتربة من التدهور والتلوث بسبب إنشاء حفر دفن النفايات.

– المحافظة على الهواء من التلوث، نتيجة لانبعاث الغازات السامة الناتجة عن دفن وحرق المخلفات.

– التخلص الآمن والصحي لبقايا المبيدات الحشرية والفطرية.

– المحافظة على عدم إتلاف مخزون المياه الجوفية من التلوث.

ومن خلال هذا المقال ندعو إلى إطلاق المزيد من حملات التوعية للأفراد؛ لحثهم على إعادة التدوير، وتوفير معلومات أكثر حول الأشياء الأخرى التي يمكن إعادة تدويرها، وفي مرحلة متقدمة يجب فرض عمليات التدوير للمخلفات الزراعية والحيوانية على الأفراد وشركات التصنيع المختلفة بشكل إجباري.