إعداد الدكتور / أحمد السعود

تصيب أشجار النخيل العديد من الحشرات التي تلحق بها أضراراً بالغة في حال الإصابات الشديدة، وعدم مكافحتها بالشكل الصحيح، وسيتم التعرف إلى كل من حفارات عذوق النخيل وحفار الساق ذي القرون الطويلة التي تلحق أضراراً كبيرة بأشجار النخيل التي تصيبها، وتعتمد برامج مكافحة هذه الأنواع من الحشرات، على استخدام المصائد الضوئية، والتي تلعب دوراً هاماً في جمع الحشرات الكاملة والقضاء عليها ومنعها من التكاثر ونشر الإصابة.

أولاً- حفارات عذوق النخيل:

تحتل حفارات عذوق النخيل مكانة هامة بين الحشرات التي تصيب أشجار النخيل وتسبب لها أضراراً كبيرة في كثير من الحالات وفي معظم مناطق زراعتها، وقد تسبب الإصابة البالغة نقصاً كبيراً في كمية ونوعية الإنتاج، وموت الأشجار في كثير من الحالات، وتحتل هذه الأنواع من الحشرات المرتبة الثانية، في الأهمية بعد سوسة النخيل الحمراء على أشجار نخيل التمر، وقد تم تسجيل عدة أنواع من حفارات عذوق النخيل في مختلف أماكن زراعتها، ومن أهم هذه الأنواع:

(Oryctes elegans, O. agamemnon Burmeister, O.agamemnon arabicus Fairmaire, O. Agamemnon matthiesseni Ritter )،

الحشرات الكاملة عبارة عن خنافس كبيرة الحجم ألوانها سود داكنة إلى بنية مائلة إلى اللون الأسود، وهي مختلفة الأشكال -شكل (1)- ويطلق على هذه الأنواع من الحشرات العديد من التسميات المحلية في أماكن انتشارها، ومن هذه التسميات (العاجور، العنجر، جعالات النخيل، خنفساء وحيدة القرن) وتنشط خلال الفترة أبريل وحتى أكتوبر، وتلاحظ أعداد قليلة منها خلال الفترات الباقية من السنة.

الشكل (1) بعض أشكال الحشرات الكاملة لحفارات عذوق النخيل

تتغذى الحشرات الكاملة على الأنسجة النباتية المختلفة، مثل (السعف، العذوق، غلاف الزهرة، حامل العذق… إلخ) وتبدو أضرارها واضحة على هذه الأجزاء، فهي تتغذى بغلاف الطلع والشماريخ الزهرية -شكل (2)- فتصبح غير قابلة للتلقيح.

الشكل (2) تغذية حفارات عذوق النخيل بغلاف الطلع والشماريخ الزهرية وإتلافها

تتميز يرقات حفارات عذوق النخيل بكبر حجمها، -شكل (3)- وبطول أعمارها، فقد يستمر هذا الطور لفترة تمتد حتى عام كامل، وتحدث اليرقات أضراراً كبيرة نتيجة تغذيتها بالأنسجة النباتية المحيطة بها، في مختلف أماكن وجودها (حول الجذور، في إبط الكرب، بين الليف والكرب) وتحفر في هذه الأجزاء، مما يؤدي إلى ضعفها وموتها مع مرور الزمن.

الشكل (3) يرقات حفار عذوق النخيل في قواعد الكرب

توجد يرقات هذه الأنواع من الحشرات، في أماكن مختلفة على أشجار النخيل وتسبب أضراراً كبيرة في أماكن وجودها، وعلى سبيل المثال، تحفر في قواعد الكرب، وتسبب تهتك الأنسجة على الجذع ، ويسهل فصل الكرب عن الجذع، -شكل (4)-.

الشكل (4) تهتك جذع النخلة بسبب إصابتها الشديدة بحفارات عذوق النخيل

ثانياً- حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة:

وهو حشرة كبيرة الحجم، يصل طول الأنثى إلى حوالي 4 سم، ويصل طول الذكر إلى حوالي 2.5 سم، اللون بني داكن أو فاتح، قرون الاستشعار أطول من الجسم، -شكل (5)- وتنشط الحشرات الكاملة خلال فترة الصيف.

الشكل (5) ذكر وأنثى حفار ساق النخيل ذي القرون الطويلة

تهاجم الحشرة رأس النخلة، وتضع البيض في إبط الكرب أو بين الليف، يفقس البيض بعد حوالي أسبوع، وتبدأ اليرقات بالحفر في إبط الكرب، وتسبب لها أضراراً كبيرة، وتوجد اليرقات في أنفاق التغذية، ويحتوي كل نفق على يرقة واحدة، -شكل (6)-.

الشكل (6) يرقات حفار ساق النخيل ذي القرون الطويلة داخل أنفاق التغذية

تتغذى اليرقات داخل أنفاق التغذية طيلة فترة حياتها، وتتعذر فيها، وتخرج الحشرة الكاملة من فتحة بيضاوية الشكل في أسفل الكربة، -شكل (7)

الشكل (7) ثقوب خروج الحشرات الكاملة لحفار ساق النخيل ذي القرون الطويلة

تؤدي الإصابة الشديدة إلى تهتك الأنسجة النباتية على الجذوع المصابة، مع مرور الزمن، وتبدو أنفاق التغذية القديمة متداخلة مع بعضها البعض، ويضعف الجذع، -شكل (8)

الشكل (8) جذع نخلة مصاب بشدة بحفار ساق النخيل ذي القرون الطويلة

تسبب الإصابة الشديدة ضعف الجذع، في أماكن الإصابة الشديدة نتيجة حفر الأنفاق، وتعميقها سنة بعد أخرى، وكسر الجذع في المناطق الضعيفة، -شكل (9)- تحت تأثير أي مؤثر خارجي كالرياح الشديدة، أو أثناء تسلق العمال على الجذع لتنفيذ عمليات الخدمة المختلفة كالتحدير والتنبيت والخف وجني المحصول… إلخ.

الشكل (9) كسر جذع النخلة نتيجة الإصابة الشديدة بحفار الساق ذي القرون الطويلة

برامج مكافحة:

تستخدم برامج المكافحة المتكاملة للحشرات للوقوف في وجهها والحد من أضرارها، ومنعها من التكاثر والانتشار، وتستخدم مثل هذه البرامج لإدارة كل من حفارات عذوق النخيل وحفار ساق النخيل ذي القرون الطويلة، ويعتمد أي برنامج من هذه البرامج على المصائد الضوئية، المختلفة، وهناك العديد من أشكال هذه المصائد، التي يستخدم فيها المصباح الكهربائي كمصدر إنارة في الليل، ويبين -الشكل (10)- أحد أشكال هذه المصائد المستخدمة في مزارع النخيل.

الشكل (10) مصيدة ضوئية تستخدم لجذب العديد من أنواع الحشرات

يؤدي الاستخدام السليم لهذه التقنية العديد من الوظائف الهامة ومنها:

• تحديد فترات نشاط كل نوع من هذه الأنواع من الحشرات.
• تحديد كثافة كل نوع من هذه ألأنواع من الحشرات.
• جمع الحشرات الكاملة، -شكل (11)- والقضاء عليها ومنعها من التكاثر والانتشار إلى أماكن أخرى وأشجار سليمة في المناطق المصابة.
• تحديد الأوقات المناسبة لاستخدام المبيدات الحشرية في مكافحة أي من هذه الأنواع من الحشرات.

الشكل (11) جمع حفارات عذوق النخيل وحفار الساق ذي القرون الطويلة في المصائد الضوئية

لم تستخدم المصائد الضوئية بالشكل الصحيح بسبب العديد من العوامل ومنها:

• تلف المصباح الكهربائي بشكل متكرر نتيجة الرطوبة الجوية.
• عدم تشغيل المصيدة في كل ليلة، نتيجة نسيان العامل تشغيلها وعدم اكتراثه بنتائجها.
• عدم تغيير المصابيح الكهربائية التالفة لفترات طويلة.
• عدم صيانة المصيدة بشكل دوري.
• جفاف الماء في المصيدة وهروب الحشرات بعد سقوطها في المصيدة.

مصائد ضوئية بالطاقة الشمسية:

تم تطوير مصائد ضوئية تعمل بالطاقة الشمسية لتلافي بعض العيوب التي اكتشفت في المصائد الضوئية التي تعمل بالكهرباء، وللحد من أخطار الكهرباء أثناء استخدام المصائد الضوئية العادية، ولضمان تشغيلها بشكل دائم خلال فترات الظلام، وهي الفترات التي تنشط فيها حفارات عذوق النخيل وحفار الساق ذو القرون الطويلة والعديد من الحشرات الأخرى، وقد تم استخدام بعض هذه الأنواع من المصائد، -شكل (12)

الشكل (12) مصيدة ضوئية تعمل بالطاقة الشمسية

تفيد هذه التقنية في برامج مكافحة العديد من الحشرات ومنها حفارات عذوق النخيل وحفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة في حال استخدامها بالشكل الصحيح وخلال فترات نشاط هذه الأنواع من الحشرات، كما يمكن استخدامها في مكافحة أنواع أخرى من الحشرات عند تطويرها بما يتناسب مع سلوك هذه الحشرات وزيادة فاعليتها، وتطوير مصائد ضوئية ذات فاعلية عالية، تعمل بالطاقة الشمسية للتقليل من هدر الكهرباء وضمان سلامة العمال في المزارع وضمان استخدامها خلال الفترات المطلوب تشغيلها (فترة الظلام).