الأمارات من الدول الاكثر تصديرا للتمور ومزارعيها يشتكون أرتفاع تكلفة زراعة النخيل


407109

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى أهم المناطق التي اشتهرت ومنذ القدم بزارعة نخيل التمر، فلا زالت هناك بعض المزارع التي مضى على إنشائها عدة مئات من السنين قائمة حتى الآن .

ويلائم المناخ الصحراوى الجاف أشجار النخيل وهى الشجرة التى كُرمت فى الكتب السماوية والأحاديث النبوية فهى شجرة مباركة وقد عمل الإنسان على زراعتها منذ أقدم العصور وهى الغذاء الأساسى لقاطنى الصحراء ( غذاء البدو فى الصحراء هو التمر واللبن ) وهى فاكهة الغنى وغذاء الفقير لذا يجب علينا الاهتمام بخدمتها والمحافظة عليها وإجراء العديد من البحوث والدراسات لتعيش المستقبل بصوره أفضل .

ولقد وجدت نخلة التمر منذ آلاف السنين في دولة الامارات العربيه المتحدة كجزء أساسي ومهم من المنطقة المحيطة بالجزء الشمالي من الخليج العربي والتي منها انتشر النخيل إلى أرجاء العالم، ولذا فهي من أقدم أشجار الفاكهة التي عرفها إنسان هذه المنطقه ولقد لعبت النخلة دوراً مهما في فترة ما قبل النفط حيث كانت تشكل المحور الأساسي للحياة، فثمارها للغذاء وجذعها وسعفها للبناء، وخوصها وليفها استعملا في العديد من الصناعات اليدوية المهمة في ذلك الوقت، فهي الشجرة الوحيدة التي يستغل كل ما تجود به ليتحول إلى منافع واستعمالات كثيرة لا غنى للناس عنها آنذاك فقد كانت بحق شجرة معطاء ومصدر رزق للمزارعين.

وتمثل عوامل الطبيعة فى دولة الأمارات العربية المتحدة تحديا كبيرا امام المزارعين حيث تتسم غالبية التربه بكونها خفيفة القوام، إذ يسود الرمل وتطغى نسبته على نسبة كل من الغرين والطين، وأحيانا لا نجد أثراً للطين، بل يسودها الرمل الخشن إضافة إلى ارتفاع نسبة الحصى في بعضها بالاضافة الى ارتفاع ملوحة التربة حيث تنجح زراعة نخيل البلح فى أنواع مختلفة من الأراضى بدرجة تفوق الكثير من أشجار الفواكه الأخرى ويعتبر عمق التربة وانخفاض مستوى الماء الأرضى من أهم العوامل اللازمة فى مزارع النخيل فتجود زراعة وإنتاج نخيل البلح فى الأراضى العميقة حتى ولو كانت فقيرة عن زراعته فى أراضى خصبة ولكن غير عميقة ( ضحلة).

ونتطرق هنا الى عملية الرى حيث يعتبر ماء الرى هو أحد العوامل الهامة للتوسع فى زراعة أشجار النخيل حيث يتوقف نجاح زراعته إلي حد كبير على توفر احتياجاته المائية بالرغم من مدى تحمله للعطش والجفاف مقارنة بأشجار الفاكهة الأخرى  حيث يتحمل نخيل البلح ارتفاع ملوحة ماء الرى إلا أن تركيز الأملاح يقلل من النمو الخضرى وبالتالى المحصول، فوجد أن النخيل ينتج محصول كامل إذا كانت نسبة الأملاح فى ماء الرى أقل من 2000 جزء فى المليون، وينخفض المحصول بمعدل 50٪ إذا وصل التركيز إلى 8000 جزء فى المليون، معنى ذلك أن النخيل يتحمل زيادة الملوحة فى ماء الرى ولكن ذلك يكون على حساب المحصول فالاحتياجات المائية تختلف باختلاف الأصناف ونوع التربة والظروف الجوية السائدة خاصة أثناء موسم النمو، كذلك يجب أن توضع المياه فى الاعتبار وطريقة الرى ووضع جداول للرى فى كل منطقة للاسترشاد بها بعد ذلك..

وعن الطرق المتبعة فى إكثار النخيل سواء الطرق التقليدية المتبعة والوسائل الحديثة المبتكره لضمان انتاجية بجودة عالية ولكل طريقة مزاياها وعيوبها من حيث جودة المنتج وارتفاع التكلفة حيث يميل المزارعين الى استخدام الطرق التقليديه لانخفاض تكلفتها وهذه الطرق التقليدية تضمن الانتشار وكثرة الانتاج ولكنها تقتصر على انواع معينة وتكون غير جيدة بالمقارنة بالانواع الاخرى من التمور كما ان المزارعين بالطرق التقليدية يتبعون بعض الممارسات الخاطئه فى الزراعة والحصاد والتخزين تتسبب فى هلاك جزء ليس بالهين من انتاج التمور على العكس من الوسائل الحديثة الى توفر الرعاية للنخيل من حيث تجهيز تربه صالحة للزراعة وطرق ري مناسبة وتوزيع النخيل على مساحات ملائمه للحد من انتشار الافات الزراعيه للنخيل

وتعتبر الافات الزراعية التى تصيب النخيل  من اكثر ما يؤرق المزارعين حيث أن هذه الافات يمكن ان تنمو داخل جذوع النخل ويصعب اكتشافها فى بدايتها وحين يتم الكشف عنها تكون قد قضت على نهائيا على النخيل حيث تكون وصلت لمرحلة يكون فيها علاج الأفات صعب مما يقتضى التخلص من النخلة ككل للحد من انتشار الافات لباقى النخيل .

وتعتير طرق حصاد البلح وطرق تخزينه بالطرق الصحيحة من أهم العوامل التى قد تساعد المزارعين للحد من تلف المحصول وانتشار الافات الزراعية حيث من المهم مراعاة الوقت المناسب لجمع الثمرات من النخيل اى مرحلة النضج حيث ترك الثمرات الجافة فى المزرعة لفترات طويله بعد النضج يعرضها لكثر من الامراض وكذلك عدم ترك الثمرات المتساقطة من النخيل فى ارض المزرعة وعدم خلط ثمرات حديثة النضج مع أخرى داخل المخزن والمحافظه على تطهير المخزن بالمواد الكيماويه والتهوية الجيدة لمكان التخزين .