للمحافظة على جودتها وقيمتها الغذائية «البيئة» تدعو المزارعين إلى اتباع أفضل السبل لتجفيف التمور


407109

عملت وزارة البيئة والمياه على إجراء الكثير من الدراسات والأبحاث حول كفاءة أساليب تجفيف التمور المختلفة، وبخاصة بعد أن زادت المساحة المزروعة بالنخيل بدرجة كبيرة في دولة الإمارات، مما تبعها زيادة ملحوظة في الإنتاج؛ لذا كان من الضروري أن تتوجه الدولة نحو تحسين جودة الإنتاج، وكذلك المحافظة على الإنتاج بصورة جيدة، ومقارنة كفاءة هذه التقنيات من حيث المردود الاقتصادي والسعة الإنتاجية والكلفة التشغيلية على الإنتاج، وذلك في إطار جهودها ومساهمتها في تعزيز المحافظة على جودة إنتاج التمور، وعدم فقدان العناصر الغذائية بها ووصولها إلى المستهلك، سواء في الأسواق المحلية أو الأسواق العالمية، بمواصفات وقيمة غذائية عالية، ولتعزيز العائد المادي للمزارعين.

ويعتبر تجفيف التمور من الوسائل الضرورية للمحافظة على الإنتاج، خاصة أن معظم الأصناف المزروعة في دولة الإمارات هي من الأصناف نصف الجافة، وذلك يضع على عاتق المتخصصين في مجال معاملات ما بعد الحصاد عبء إيجاد الطرق المناسبة للمحافظة على ذلك الإنتاج ذي القيمة العالية، حيث تساهم التقنية الحديثة في التجفيف في خفض الفاقد.

وتختلف الخواص الفيزيائية والكيميائية الناتجة عن تجفيف التمور بالطرق التقليدية عن الطرق الحديثة.

وتجفيف التمور بعد وصولها إلى مرحلة الرطب، يستلزم إجراء بعض العمليات قبل الجمع حتى تصل التمور إلى مرحلة الرطب في صورة جيدة ونظيفة وخالية من الأتربة.

ومن ضمن تلك التقنيات التي تمت دراستها، استخدام البيوت الزجاجية في التجفيف، حيث أوضحت النتائج أن التجفيف بواسطة البيوت الزجاجية يحافظ على اللون والنظافة والقيمة الغذائية للتمور، بالإضافة إلى ميزة سرعة التجفيف، الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع المردود المادي لدى المزارعين.

وبناء على هذه النتائج فإن الوزارة، ومن خلال جهاز الإرشاد الزراعي التابع لها، تعمل على تشجيع المزارعين على استخدام الغرف الزجاجية لتجفيف التمور، حيث يتم إرشاد المزارعين لاستخدام هذه التقنية، وتدريبهم على استخدامها، مع شرح مميزاتها والفوائد التي تعود عليهم بعد استخدامها.

كما عملت على توزيع أدلة إرشادية حول أفضل السبل لتجفيف التمور مع شرح تفصيلي لكل طريقة.

ولتطبيق تقنية تجفيف التمور بالبيوت الزجاجية، يتم بداية غسل الخلال على النخلة، ومن ثم تجفيفه، وتغطية العذوق بالشبك للمحافظة على الثمار نظيفة وبعيدة عن الطيور والقوارض والأتربة لحين وصولها إلى مرحلة الرطب، حيث تبدأ عملية تجفيف التمور. ويساهم ذلك في المحافظة على الثمار التي وصلت إلى مرحلة الرطب وتساقطت داخل الشبك.

في حين تأتي المرحلة الثانية، والتي تتطلب من المزارعين تجميع الرطب، ومن ثم وضعها في الأطباق «الصواني» مع الحرص على فرز واستبعاد الثمار غير الجيدة، أو التي لم تصل إلى مرحلة الرطب بعد.

تليها عملية وضع الأطباق تحت مظلة شبكية، وهي إحدى الطرق البدائية التي تعمل على التجفيف بأشعة الشمس، وتكون سرعة الهواء عادية دون دفع.

كما يمكن التجفيف داخل بيوت بلاستيكية أو بيوت زجاجية، وتوضع الأطباق المحملة بالرطب على الأرفف، وتعتمد طرق التجفيف هذه على دفع الهواء الساخن ليمر على الثمار. ويعمل على تجفيفها خلال عدة أيام نتيجة لدرجة حرارة الجو، وسرعة الهواء المدفوع بين الثمار.

وتعد طريقة التجفيف داخل أفران كهربائية أحد الخيارات التي يمكن للمزارعين اتباعها في تجفيف التمور، إذ إنها تختصر الوقت المطلوب للتجفيف، وتحافظ على الثمار من الأتربة والطيور والقوارض.

وتعتمد هذه الخطوة على سخانات يمر عليها الهواء بسرعة معينة، فترتفع حرارته، ومن ثم يمر هذا الهواء الساخن على الثمار لتجفيفها. هذا وتتطلب عملية التجفيف درجة حرارة في الفرن الكهربائي تتراوح بين 35م لصنف دجلة نور و46م في حالة تجفيف أصناف أخرى مثل مكتومي وخلاص، ولكن يعاب عليها إذا لم تستخدم درجة الحرارة المناسبة عدة أمور، منها دكانة لون الثمار، وانفصال القشرة عن التمرة.