الطفيليات الخارجية الصيفية.. التحدي الذي يواجه مربي المواشي


imgres

دعت وزارة البيئة والمياه، أصحاب المزارع ومربي المواشي إلى اليقظة والتبليغ عن أية إصابات مرضية قد تطرأ على مواشيهم، حال إصابتهم، والتأكد من مأمونية تحصينها من الأمراض التي قد تسببها الطفيليات الخارجية خلال فترة الصيف الحالية.

ونوهت الوزارة إلى ضرورة إجراء عمليات المكافحة بأسرع وقت ممكن، وتنفيذ برامج دورية لتحصين الحيوانات، ورش الحظائر على مدار العام، للوقاية من دخول أمراض قد تصيب الماشية الحية من دول الجوار، مؤكدة في الوقت نفسه أهمية التنسيق بين الجهاز والجهات المحلية والاتحادية ذات العلاقة.

وقال الدكتور محمود عبدالستار جبريل هلالي، طبيب بيطري بالوزارة: إن الوزارة قامت بتوفير المبيدات البيطرية ومضادات الطفيليات الخارجية والداخلية تحت إشراف بيطري مجاناً للمربين، خاصة في فترة فصل الصيف، والذي يعد موسم انتشار وتكاثر تلك الآفات، موضحاً أن الخطة تأتي في إطار حرص الوزارة على تقليل الخسائر الاقتصادية المترتبة على المزارعين، ودعمهم في جهود زيادة الثروة الحيوانية للدولة.

وتطرق الدكتور محمود هلالي إلى الحديث عن الوقاية من الأمراض والطفيليات التي قد تصيب الماشية، قائلاً إن: النظافة المستمرة للحظائر تسهم في القضاء على أمراض الطفيليات الخارجية. لافتاً إلى ضرورة حرص مربي الثروة الحيوانية في الدولة على التطبيق الدوري لبرنامج مكافحة الطفيليات الخارجية.

وأفاد: تعدّ تلك الطفيليات خطراً كبيراً يهدد ممتلكات أصحاب المزارع الحيوانية، لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة، حيث إنها تقوم بدور الناقل لكثير من مسببات الأمراض الطفيلية، موضحاً أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الدول لمكافحة الطفيليات، إلا أن خطورتها مازالت مرتفعة مسببة خسائر في المزروعات وآثاراً اقتصادية سلبية، وعليه فإنه من المهم الاستمرار بإجراء المسوحات الميدانية، وتعزيز برامج المراقبة وتحسين عمليات الرصد والإنذار المبكر بشكل منتظم في جميع المناطق المعرضة لهذه الآفة.

وتتنوع الأمراض التي تصيب المواشي الحية، فمنها الناتج عن الطفيليات، والتي تصيب الدم مثل البابيزيا والثايليريا والترايبانوسوما (الزنبور)، ومنها الناتج عن الفيروسات، كفيروس مرض اللسان الأزرق، إضافة إلى البكتيريا، مثل الحمى الفحمية (الأنثراكس) والسالمونيلا، والتي تتسبب في العديد من الإصابات المرضية كضيق وألم في جسد الحيوان، وفقر في الدم وانخفاض في إنتاج الحليب نتيجة الانخفاض الشديد الذي يطرأ على شهيته للأكل، الأمر الذي ينعكس على قلة إنتاج اللحم.

وتأتي طفيليات القراد وحشرة الجرب والقمل والبراغيث والذباب والبعوض في مقدمة الطفيليات الخارجية التى يمكن مشاهدتها على جسم الحيوان وفي أماكن تربيتها.

وسنستعرض لكم خلال هذا التقرير أهم تلك الآفات التي تواجه المربين بكثرة، وطرق مكافحتها. 

أولاً- طفيليات القراد وطرق مكافحتها

تنقسم طفيليات «القراد» إلى قسمين الأول طفيليات «قراد جامد»، يصيب الأبقار والإبل والأغنام والماعز والخيل، وهو المنتشر ويشاهد بكثرة في فصل الصيف، والثاني طفيليات «قراد لين»، والتي تصيب الطيور مثل الدجاج والرومي والبط والإوز، ويوجد نوع من القراد اللين يمكنه إصابة الأبقار والأرانب.

ويتم مكافحة «القراد» من خلال 3 وسائل هي الرش والتغطيس وتقليب الأرضية الرملية. وقال الدكتور محمود عبدالستار: إن الرش يعتبر إحدى أهم طرق مكافحة «القراد»، وهو مناسب للأعداد الصغيرة من الحيوانات، حيث يستخدم المبيد البيطري بالتركيز المناسب باستخدام مضخة، لافتاً إلى أهمية مراعاة تجنب الرش خلال هبوب الرياح حتى لا يتطاير المبيد بعيداً عن الهدف، ويتجنب الرش في حرارة الجو المرتفعة لتفادي امتصاص المبيد من خلال مسام جلد الحيوان المنفتحة خلال تلك الفترة ومن ثم إصابته بالتسمم.

أما الطريقة الثانية لمقاومة «القراد» فتتمثل في التغطيس، والذي يعتبر الأنسب للأعداد الكبيرة من المواشي، حيث يتم عمل مغطس مناسب لحجم الحيوانات، ويتم وضع التركيز المناسب من المبيد، ويراعى أن تسقى الحيوانات جيداً، وأن تكتفي من الماء قبل عملية التغطيس حتى لا تلحس أجسامها وتصاب بالتسمم.

كما يمكن الحد من المخاطر التي تشكلها طفيليات «القراد» عبر تقليب الأرضيات الرملية، إذ يتم إخراج الحيوانات من الحظيرة، وتزال المعالف ومساقي المياه، وتقلب الأرضيات الرملية بعمق 10 سنتيمترات، حيث تتكاثر حشرة «القراد» بهذا العمق، ويمكن إضافة القليل من الجير الحي (نور) أثناء التقليب، ويراعى سد الشقوق قدر المستطاع في الجدران والأبواب والأعمدة وغيرها، ثم تتم عملية الرش بالمبيد البيطري حسب تعليمات الشركة المصنعة. 

ثانياً- حشرة الجرب

هي حشرة صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة، وتصيب معظم الحيوانات، وتسبب الجرب المعدي عن طريق التلامس المباشر (مع حيوان مصاب) أو غير المباشر (أدوات أو جدران حظيرة حيوان مصاب)، ولها عدة أنواع أهمها «الساركوبتس» والتي تصيب معظم الحيوانات، حيث تهاجم الجلد وتتسبب بعمل أنفاق لتضع بيضها وتتكاثر داخلها؛ لذلك تسبب سقوط الشعر والصوف وتقلل جودة الجلود وتصيب الحيوان بالهزال لفقدان شهيته للطعام، فيما تصيب حشرات الجرب من نوع «السوربتس» الأغنام كثيفة الصوف والأرانب (داخل الأذن)، حيث تعمل طبقة كثيفة من القشور دون عمل أنفاق، كما في النوع السابق.

وللحد من الأمراض التي تسببها حشرة الجرب، يوصي الدكتور محمود عبدالستار بحقن المواشي بمادة الإيفرميكتين تحت الجلد بالجرعات المناسبة، ويكرر بعد مرور 11- 14 يوماً من الحقن الأول، فضلاً عن رش المبيد البيطري المناسب.

ثالثاً- الذباب

يقول الدكتور محمود عبدالستار: إن الذباب يعد النوع الثالث من الطفيليات التي تتسبب في إصابة المواشي بالأمراض، وإنها تنقسم إلى قسمين «ذباب ماص» و«ذباب غير ماص»، فالنوع الأول لديه مجموعات عديدة، منها ذبابة (ستوموكسيس) وهي تشبه الذبابة المنزلية، وذكورها تمتص الدم، ولدغها مؤلم جداً وتنقل أمراضاً مثل الحمى الفحمية والتريبانوسوما، أما ذبابة (الهاموش الماص) فهي عبارة عن حشرة صغيرة بحجم رأس الدبوس، وتصيب الجزء السفلي من بطن الماشية، وتنقل مرض اللسان الأزرق والفيلاريا وطاعون الخيل.

وأضاف: للذباب الماص نوع ثالث، يسمى حشرة الكد، والتي تصيب الأغنام الكثيفة الصوف، وللحشرة 6 أرجل تلتصق بالصوف وتتكاثر عليه، مشيراً إلى أن «ذبابة الرمل» تأتي ضمن مجموعة الذباب الماص، وإنها تشبه البعوض ولكنها أصغر قليلاً، وتنقل مرض الليشمانيا للإنسان.

أما النوع الثاني من الذباب، وهو غير ماص، فيشتمل على 3 أنواع منها «الذبابة المنزلية» والمعروفة لدى الجميع، حيث تنقل العديد من الأمراض البكتيرية مثل الحمى الفحمية (الأنثراكس) والسل والتيفود، وتنقل أيضاً حويصلات الطفيليات الأولية مثل الجيارديا وبيض الديدان المعوية مثل الأسكارس، و«الذبابة التدويد»، والتي تمتاز بلونها المعدني الأزرق أو الأخضر وتنجذب إلى الجروح القديمة والجثث الميتة.

أما النوع الثالث من الذباب غير الماص، فيتمثل في مجموعة «ذبابة نغف أنف الأغنام»، أو (أوسترس أوفيز)، وهي ذبابة ذات لون رمادي أو بني تضع بيضها عند فتحتي الأنف الخاصة بالأغنام، حيث تدخل إلى التجاويف والجيوب الأنفية لتصل أيضاً إلى تجاويف الجمجمة، وينتج عن فقس البيض اليرقات الشبيهة بالديدان، وتسبب أذى شديداً للحيوان، يظهر ذلك في اهتزاز للرأس بشكل مبالغ محاولاً إخراج تلك اليرقات المزعجة، وينتج عن ذلك تهيج للأغشية المخاطية، ومن ثم فقدان حاد للشهيه وأخيراً النفوق، ويمكن أن تصل دورة حياة تلك الحشرة إلى ما بين 10-12 شهراً.

وحول الأساليب الواجب اتباعها لمكافحة هذا النوع من الذباب، أوضح الدكتور محمود عبدالستار أنه يتوجب على أصحاب المزارع الحيوانية، الاهتمام الجيد بنظافة الحيوانات وحظائرها، والتخلص من المخلفات الحيوانية وبقاياها بعيداً عن الحظائر.

وتتم مكافحة الذباب بطرق كثيرة أهمها استخدام الفورمونات الجاذبة لتلك الحشرة، ومن ثم التخلص منها بتجميعها بوعاء الفورمون، ويتم تجديده باستمرار للقضاء عليها بشكل جيد، وأيضاً عن طريق رش المبيدات الحشرية المناسبة مع مراعاة تجنب خطر الاختناق منها، وذلك باتباع تعليمات الأمان والسلامة، مثل ارتداء القفازات والكمامات والملابس الواقية، وأخيراً أجهزة الصعق الكهربي للحشرات، لكنها أثبتت كفاءتها في مكافحة البعوض أكثر من الذباب.