تنظيف أشجار النخيل.. يحدّ من الأضرار ويزيد الإنتاج


15

شجرة نخيل التمر Phoenix dactylifera L. من النوع   Dactylifera والجنس Phoenix   وتنتمي للعائلة النخيلية Arecacea وللرتبة النخيلية Arecales  وهي شجرة معمرة يمكن أن تعيش لمدة تصل إلى حوالي 150 سنة، وتبدأ بالإثمار بعد 3-4 سنوات من الزراعة، وتحتل هذه الشجرة مكانة خاصة وكبيرة، فقد ذكرت في أكثر من عشرين سورة من القرآن الكريم وفي كل الكتب السماوية، والأحاديث النبوية الشريفة، وكانت مجالاً للمباراة بين الشعراء والأدباء الذين تغنوا بها وتفننوا في وصفها.

لعبت أشجار النخيل دوراً حيوياً هاماً في حياة سكان شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، فكانت مصدراً لغذائهم ودوائهم، واستخدموا أجزاءها في بناء مساكنهم، وحظائر الحيوانات، ولا يخفى على أحد من سكان المنطقة، الصناعات المتعددة التي اعتمدت على أجزاء أشجار النخيل، كأثاث المنزل والتحف والصناعات اليدوية، وتعد أخشاب أشجار النخيل من المواد الهامة للتدفئة والاستخدامات المتعددة الأخرى.

لأشجار النخيل أهمية تراثية وتاريخية واجتماعية كبيرة في دول الخليج العربي، وقد أولت القيادات السياسية العليا في دول الخليج العربي أهمية خاصة لهذه الشجرة، وتوسعت المساحات التي تغطيها أشجار النخيل، وأصبحت زراعتها ركناً أساسياً من أركان الزراعة في هذه الدول، وقد استخدمت في تزيين القصور والطرقات العامة والملاعب والحدائق العامة والمنازل والساحات العامة، كما زرعت أعداد كبيرة منها في المزارع

2134

تحتاج أشجار النخيل كغيرها من الأشجار المثمرة إلى العديد من الخدمات التي تؤدي إلى الحد من أضرار العديد من الآفات الزراعية التي تفتك بهذه الأشجار، وزيادة نموها وإنتاجها، في حال القيام بهذه الخدمات في الأوقات المناسبة لكل منها وبالشكل الصحيح، وتتوزع هذه الخدمات على مدار السنة، ونود في هذا المجال التطرق وبعجالة إلى بعض العمليات الزراعية التي يجب القيام بها بعد جمع المحصول، أي خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، للحصول على أفضل النتائج في الموسم القادم، ومن هذه العمليات:

 نظافة رأس النخلة:

تتراكم على الأجزاء المختلفة لشجرة النخيل بعض البقايا النباتية والثمار الجافة، التي تتساقط من العذوق أثناء فترة النضج وخلال عملية جمع المحصول، كما يتساقط على أجزاء النخلة المختلفة بعض الثمار أثناء الموسم وأثناء الحصاد، وتتراكم الأوساخ والمواد العضوية على هذه الأجزاء، وتصبح هذه المواد والأجزاء المتبقية من العذوق، القديمة والتي لم يتم جمعها خلال الموسم، شكل (2أ) وأغلفة الطلع الفارغة شكل (2ب) ملاذاً آمناً وبيئة مثالية لتكاثر العديد من الآفات، وبخاصة (سوسة النخيل الحمراء، حفارات عذوق النخيل، الحميرة، دودة الطلع الكبرى، العناكب… إلخ) فتتكاثر هذه الآفات وتزداد أعدادها وأضرارها على الأشجار التي توجد عليها، وتنتشر إلى أشجار أخرى مجاورة لها، وينبغي للمزارعين القيام بعمليات تنظيف الأجزاء المختلفة لأشجار النخيل، لحرمانها من البيئة التي تساعد على انتشارها وتكاثرها، فتنظيف الأجزاء المختلفة من أشجار النخيل يساعد على منع تكاثر وانتشار الآفات المختلفة التي تفتك بالأشجار وتسبب لها أضراراً كبيرة، بما فيها الإنتاج، كما تؤدي هذه العملية إلى المحافظة على الشكل الجمالي للأشجار، وتسهل اكتشاف الإصابات بالآفات المختلفة التي تصيبها.

5

6

التعشيب:

ينمو العديد من أنواع الأعشاب الضارة، والنباتات البرية حول أشجار النخيل، ويزداد نموها خلال فترات معينة من السنة بحسب أنواع هذه الأعشاب والظروف البيئية السائدة، وقد تصل ارتفاعاتها إلى أكثر من متر، وتشارك الأشجار في الغذاء ومياه الري التي تقدم لها، كما تمنع التهوية عن التربة والأجزاء المحيطة بها، شكل (3)، ويساعد هذا النمو الكثيف على تأمين البيئة المناسبة لنمو وتكاثر العديد من الآفات وبخاصة سوسة النخيل الحمراء التي تفضل البيئات الرطبة والأماكن المظلمة، والجزء السفلي من جذوع النخيل وعلى المسافة الفاصلة بين سطح التربة وارتفاع حوالي 1.5 متر على الجذوع، كما أن وجود هذه الأعشاب يمنع اكتشاف الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، فتتكاثر في هذه الأماكن وتزداد أضرارها، وقد لوحظت عدة حالات كسر للأشجار التي تنمو حولها الأعشاب نتيجة الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، وعدم اكتشافها في مراحل مبكرة من الإصابة.

7

النظافة البستانية:

تصاب الأجزاء المختلفة من أشجار النخيل، وبخاصة (السعف، الكرب، العذوق، بقايا الطلع القديم، الثمار… إلخ) بالعديد من الآفات، ويتم قص بعض هذه الأجزاء، أثناء تقليم وتكريب الأشجار، ويتم تجميع هذه الأجزاء، في أماكن خاصة من المزرعة، أو تترك منثورة في تحت الأشجار وفي أماكن مختلفة من المزرعة، شكل (4) فتكون بذلك بؤرة لنشر ما تحتويه من آفات مختلفة، ومأوى مناسباً للعديد من الآفات الأخرى، وبخاصة سوسة النخيل الحمراء، وحفارات العذوق والحميرة وسوسة الطلع، وأبو دقيق الرمان والحشرات القشرية والعديد من الأمراض، لذا يجب الحرص على تجميع هذه المخلفات بشكل دائم وبعد كل عملية قص أو تقليم، والتخلص منها بالشكل المناسب، للقضاء على ما تحتويه من آفات، ومنعها من التكاثر والانتشار.

89

تغطية أماكن قطع السعف وفصل الفسائل والرواكيب عن الأم:

يجري المزارع عمليات القص والتكريب، وفصل الفسائل والرواكيب عن الأمهات، خلال فترات مختلفة من السنة، كما تتعرض الأجزاء المختلفة من أشجار النخيل للجروح أثناء قيام المزارع بعمليات الخدمة المختلفة لهذه الأشجار، أو الناتجة عن العوامل الجوية المختلفة كالرياح والعواصف، وقد لوحظ زيادة الإصابة بسوسة النخيل الحمراء على أشجار النخيل التي تتعرض للجروح، والتي يتم تكريبها وفصل الفسائل والرواكيب عنها خلال شهر مارس وحتى شهر مايو، نتيجة انبعاث مادة إيثيل أسيتات، من الجروح وأماكن فصل الفسائل والرواكيب، ودور هذه المادة في زيادة جذب الأفراد البالغة من سوسة النخيل الحمراء إلى هذه الأماكن، فتزداد أعدادها وأضرارها على هذه الأشجار، وتفيد عملية تغطية أماكن القص والتكريب والجروح بالرمل أو التربة، شكل (5) في منع انبعاث مادة الإيثيل أسيتات، وتخفيف أو منع الإصابة بسوسة النخيل الحمراء

10

تنظيف الأشجار من الأجزاء النباتية المصابة:

 تتعرض الأجزاء المختلفة لأشجار النخيل (الجذع، السعف، الأزهار، العذوق، الجذور والثمار) لفتك العديد من الآفات، التي تسبب ضعف هذه الأجزاء والقضاء عليها في كثير من الحالات، وتصبح هذه الأجزاء بؤراً لنشر الإصابة بهذه الأنواع المختلفة من الآفات، فالتخلص من الأجزاء المصابة، يساهم في درء الضرر عن أشجار النخيل والحد من أضرار الحشرات ويساعد في منعها من التكاثر ونشر الإصابة، ومن الأمثلة على هذه الحالات، وجود الحشرات القشرية على السعف، وبين الليف والكرب، شكل (6)،

 

11

وتوجد يرقات حفارات العذوق على الجذع وفي التربة بين الجذور، شكل (7)، كما توجد الحشرات الكاملة في هذه الأماكن.

12

وتلاحظ الأطوار المختلفة لسوسة النخيل الحمراء تحت الكرب، شكل (8).

13

وتبدو الإصابة بعنكبوت الغبار على العذوق واضحة وتؤدي إلى فقد قيمتها التسويقية، شكل (9).

14

ويجب أن يتم التخلص من العذوق التي لم يتم التلقيح فيها بشكل جيد (الشيص)، شكل (10) والتي لا تنضج ثمارها وتكون ملجأ للعناكب خلال فترة طويلة من الموسم.

15

يفيد التخلص من هذه الأجزاء المصابة بتخفيف أعداد الآفات المنتشرة عليها ويحد من انتشارها وأضرارها.

16